تؤسس دول المنطقة بدعمها لعصابات اليمن ضد الجنوب العربي (تحت اسم الوحدة اليمنية أو عودة الفرع إلى الأصل) سابقة دولية خطيرة قد تتجاوز اليمن والجنوب إلى فرض نفس الدعاوي الزائفة على دول وبلدان شعوب مجاورة في عالم مضطرب يقف على شفير حرب عالمية ثالثة قد تندلع في أية لحظة.. وربما أن دول تتحفز وتسبق الأحداث وتسجل نفس الحالة في اليمن والجنوب العربي ولست في حاجة إلى تذكير بتلك الدعاوي فهي معروفة للجميع.. لقد برهنت حرب اليمن والجنوب على مدى تسع سنوات أن أفضل ادوات تحقيق الانتصارات بأقل التكاليف هي الاعتماد على ميليشيات نوعية غالبا مذهبية مثل ميليشيات الحشد الشعبي وميليشيات داعش وميليشيات حزب الإخوان في اليمن وميليشيات أنصار الله الحوثيين المسيطرين على الجمهورية العربية اليمنية وميليشيات حزب الله في لبنان .. فلن تكون المواجهات القادمة جيش بجيش كما كانت تحدث في حروب العالم سابقا.. وهاهو حلف الناتو يدعم الجيش الأوكراني بمقاتلين بالأجرة (ميليشيات مرتزقة) بل والجيش الاوكراني نفسه تحول إلى تكتيكات ميليشيات لعدم قدرته على مواجهة الجيش الروسي .. أن اليمن والجنوب العربي وكل دول الجزيرة والخليج يعيشون في منطقة جغرافية تشكل عامل جذب وتنافس داخلي وخارجي وتكاد ظروف الجميع متماثلة مع الحالة فيهما وطال أمد صراعهماحتى امتد إلى استقطاب دول للتدخل السياسي والعسكري ..والأول مرة في تاريخ العلاقات الدولية أن تطلب أطراف متصارعة على الحكم أن تدخل دول الجوار بمبادرة سياسية للحل حول التنازع على الحكم والتوريث والغنائم بل ولاول مرة أن تطلب دولة من الأمم المتحدة أن تدخل بضماناتها في حل الصراع على السلطة وان تضع بلدها تحت الوصاية الدولية حتى وصل الأمر أن تلك الا طراف في اليمن الشقيق استدعت دول التحالف بالتدخل العسكري عام 2015 لنصرة طرف ادعى بالشرعية التي لايحظى بها اساسا .. أن كل تلك العوامل ليست غير مجرد تجارب وسوابق تهيئ وتشرعن لماهو اكبر قادم كارثي على الجميع وذلك مايجب على كل دول المنطقة أن ترفض فرض دعاوي الوحدة بالقوة العسكرية ورفض دعاوي الزيف بالحقوق التاريخية لاحتلال بلدان دول وشعوب مجاورة لها.
الباحث/ علي محمد السليماني