إن ما جعلني أخط هذا المقال ، هم أولئك الجنوبيين الذين لا زالوا متمسكين بوحدة 22 مايو 90 ، والذين يكتبون عن تمسكهم بها على استحياء ، مع أنهم يدركون أنها فشلت ، وأنها خطأ استراتيجي فادح ، ارتكب في حق شعب الجنوب ، وادى إلى التضحية بحاضر ومستقبل جيلين من شعب الجنوب . كما إن الجنوبيين يعلمون إن ما أدى بهم إلى كارثة 22 مايو 90 ، هو تفرق شملهم بسبب الصراعات السياسية فيما بينهم ، والتي نتجت بسبب انعدام الدولة المدنية الديمقراطية ، التي تضمن الحرية والعدالة والمساواة والديمقراطية ، وحرية التعبير عن الرأي والفكر والانتماء والاعتقاد ، والانتخاب والتداول السلمي للسلطة ، واستقلالية أجهزة الأمن والدفاع ، والمال والإعلام ، ونبذ العصبية السياسية والقبلية والمناطقية ، لكن مع إن الجنوبيين يدركون ذلك ، تجدهم يمارسون تلك الأخطاء ويكررونها ، جيل بعد جيل .
*- سالم صالح هارون