أثار منشور للصحفي المعروف عدنان الأعجم، عبر صفحته الشخصية على فيسبوك، موجة من الجدل السياسي، بعد كشفه عن ما وصفه بـ"الانحياز المناطقي" في تعيينات وزارة الخارجية اليمنية، منذ تولي القيادي الجنوبي محسن الزنداني مهام وزير الخارجية.
وقال الأعجم إن جميع التعيينات الجديدة في السلك الدبلوماسي كانت لصالح شخصيات من المحافظات الشمالية، متسائلًا عن مصير مبدأ الشراكة في ظل المرحلة الانتقالية الحرجة.
وأشار إلى أن السفراء الجدد المعينين في دول مثل ألمانيا، وأمريكا، والتشيك جميعهم من شمال اليمن، إضافة إلى تعيين ابن عم القيادي صخر الوجيه، وبنت علي الشاطر في سفارة تركيا، ضمن محاصصة وصفها بأنها "تقاسم بين حزب الإصلاح والمؤتمر الشعبي العام".
وفي خطوة عدّها كثيرون إقصاءً سياسياً واضحاً، لفت الأعجم إلى رفض ملف الدكتور قاسم عسكر، الذي رشحه المجلس الانتقالي الجنوبي لمنصب سفير في إثيوبيا، بزعم "عدم مطابقته للمواصفات"، معلقًا ساخرًا: "حتى إثيوبيا استكثروها علينا!"
الأخطر – بحسب المنشور – أن نائب وزير الخارجية الجديد جرى تعيينه من طرف جماعة الحوثي، الأمر الذي يعزز، وفق مراقبين، فرضية "تقاسم النفوذ بين الشماليين" على حساب التوازن الوطني.
الأعجم اختتم منشوره بعبارة لاذعة: "هذي الشراكة وإلا فلا!"، في إشارة إلى ما اعتبره تقويضاً للمبدأ الذي قامت عليه السلطة الانتقالية بعد مشاورات الرياض.
وتعكس هذه التعيينات – بحسب نشطاء جنوبيين – تهميشًا واضحًا للكوادر الدبلوماسية الجنوبية، وتثير تساؤلات حول مدى التزام الحكومة بمبدأ "تقاسم السلطة والتمثيل المتكافئ"، خصوصًا في المؤسسات السيادية.
وطالب ناشطون بمراجعة شاملة لكشوفات التعيين الأخيرة، والتحقيق في مدى التوازن الجغرافي والسياسي فيها، ووقف ما سموه "العبث المنظم" بمؤسسات الدولة.