كرس الصديق والزميل النائب سلطان البركاني / رئيس مجلس النواب اليمني كلمته في مهرجان المخا للذكرى الرابعة لمقتل الرئيس السابق علي عبد الله صالح وزميله عارف الزوكة على أيدي حلفائهم السابقين (الجماعة الحوثية) وأشهد أنني وأنا أستمع إلى الأخ سلطان أنه كان خطيباً متفوقاً، رغم معرفتي له كمتحدث ماهر ومحرض قوي من خلال أحاديثه المطولة في جلسات البرلمان.
خطاب الأخ سلطان لم يأت باسم موقعه البرلماني كرئيس لمجلس نواب يمثل كل الطيف السياسي اليمني بل احتفظ بمكانته السابقة كرئيس للكتلة البرلمانية للمؤتمر (رغم تفكك المؤتمر إلى عدة مؤتمرات والكتلة إلى عدة كُتَل).
لسنا بصدد تقديم الرأي حول ما يسميه الإخوة في مؤتمر الخارج بثورة 2 ديسمبر ولا بصدد تشريح وتفكيك العوامل والحيثيات التي أدت بالحوثيين إلى تصفية حليفهم ومن سلمهم صنعاء وبقية المحافظات الشمالية وعززهم بالحرس الجمهوري وسلاح الطيران ومخازن الأسلحة في "عطان" و"نقم" و"ريمة حميد" وغيرها وأهداهم كل الجيش الشمالي، لكنني سأتوقف عند نقطتين أو ثلاث مما تعرض له (وما لم يتعرض له) الأخ سلطان:
والأهم من هذا أن رئيس البرلمان اليمني لم يقل لنا هل إن السفير الأمريكي هو من أمر قوات "الجيش الوطني " بتسليم فرضة نهم ومديريات مأرب الأثنتي عشر وكامل محافظة الجوف ومديريات البيضاء الشمالية ومديريات بيحان الثلاث للحوثيين خلال أقل من أسبوع والتوجه إلى شقرة وقرن الكلاسي بأبين ؟؟
الشعب اليمني في الشمال والجنوب لا يطلب منكم شتما وقذفا وتشهيرا بالحوثيين والمشروع الإيراني في اليمن والجزيرة العربية فقد سبقكم إلى اكتشاف هذا بسنين، لكنه يطلب منكم الاعتذار عن تمكين هذه الحركة البغيضة التي أطاحت بكل المعاني التي ظللتم تتغنون بها ثم سلمتموها لهؤلاء القادمين من كهوف القرون الوسطى، وبعد كل هذا تأتون لتعضوا أصابع الندم وتذرفوا الدموع على ما فعلته أيديكم.
ملاحظة:
للإنصاف كنت قد التقيت الزميل سلطان البركاني في إحدى الفعاليات في العاصمة الألمانية برلين، قبل مقتل الرئيس صالح بأكثر من عام، وقبل أن يعلن صالح فك ارتباطه بالحوثيين، بل وقبل أن ينتخب الأخ سلطان رئيسا للبرلمان بطبيعة الحال، ودار بيننا حديثٌ حول أشياء كثيرة، وحينما سألته عن صنعاء والأوضاع هناك، قال لي لا خير ينتظر لليمن طالما بقي الحوثيون على رأس المشهد.