سهام الشرق ..التضحيات الجنوبية ثمنها النجاح

لا اعتقد ان القوات المسلحة الجنوبية سوف تتراجع الي الخلف في مهمتها لسحق الارهاب في محافظة ابين، كما كان يعتقد البعض، بعد خسارتها لعدد من الجنود في هجومين ارهابين بمودية ولودر، ان ضربات الارهاب لن تزيدها الا تصميما لانجاز المهمة وتحقيق الهدف.

ان ثمن التضحيات لن يكون الا النجاح الساحق، فليس هناك من هدف اسمى في هذه المعركة الا سحق الارهاب وتجفيف منابعه، وإعادة الامن والامان لأبين، التي عانت كثيرا من هذه الظاهرة المدمرة.

يتخذ الارهاب تحصينات منيعة في جبال وهضاب ابين، ويقوم بهجمات مباغتة على القوات المسلحة الجنوبية، وهو ما اسفر عن سقوط اكثر من 30 شهيدا وعدد من الجرحى في هجومين منفصلين في كل من لودر ومودية.

في الجانب الاخر سددت القوات المسلحة الجنوبية ضربات موجعة للجماعات الارهابية، اسفرت عن سقوط اعداد كبيرة من القتلى والجرحى، ناهيك عن اعتقال عدد غير قليل من المغرر بهم، وما تزال قواتنا تواصل تقدمها في مناطق ابين المحاذية لشبوة، وتطبق حصارا كبيرا على المتطرفين في احدى اودية مودية المنيعة، لن ينفك الا باستسلام او سحق الارهابين فيه بالكامل.

وطالب مراقبون وسائل الاعلام باهمية دعم وتاييد عملية سهام الشرق التي اطلقها رئيس المجلس الانتقالي، نائب المجلس الرئاسي الرئيس القائد عيدروس الزبيدي اواخر الشهر المنصرم، والتي حققت نجاحات كبيرة حتى اللحظة في كسر الارهاب، وتحرير مناطق عدة في ابين.

ومن ايجابيات عملية سهام الشرق انها حققت وحدة المعركة الجنوبية ضد الارهاب، بعد انضمام عدد من الوية الشرعية للقوات المسلحة الجنوبية، وخوضها للمعركة جنبا الي جنب في صورة تعكس اهمية التقارب والتلاحم في الجنوب لخدمة الاهداف الاستراتيجية التي تخطط لها القيادة الجنوبية.

الجنوب امام استحققات كثيرة ومهمة ابرزها الاستحقاق الامني، في دحر الارهاب والقضاء عليه، وتحرير ما تبقى من مدن ومناطق الجنوب، اضافة الي استحقاق البناء الذي يفترض ان يسير بطريقة متوازية ابتداء من العاصمة عدن.

ان التضحيات الجنوبية الجسيمة لن يكون ثمنها الا النجاح مهما كانت التحديات والمعوقات ..النجاح على كافة المستويات، في جعل الجنوب اكثر قدرة على الصمود والاستمرار، واكثر قوة في مواجهة اية استحقاقات سياسية قادمة، بعيدا عن الانكماش والمناطقية والتفرد.