نعم الإرهاب صنعة سياسية وصناعة فكرية ايدلوجية معمدة بالدم، بأضلاعٕ اربعـة:
الضاغط على زر التفجير وزناد البندقية.
الداعم بالمال والعتاد
المحرض اعلاميا وفكريا
من يبـرره وينـكر وجـود.
... فكما كان- وسيظل- متوقعاً أن يضرب الإرهاب أو بالأصح القوى التابعة له، ضرباته الدامية في محافظتي أبين شبوة وغيرهما.. فالانتصارات الأمنية والسياسية والتقارب الجنوبي التي حدثت مؤخرا أصابت تلك القوى بحالة سُـعار سياسي وهستيريا إعلامية هي الأول من نوعها منذ سنوات.
فمن واقع التجارب المريرة السابقة،أشِـرنا قبل أيام ونكررها هنا بأن مرحلة ما بعد آحراز اي مكسب عسكري او امني هي المحافظة عليه وترجمته الى عمل سياسي وإلى فعل اجتماعي وإعلاء الحِـس الأمني والإقتراب اكثر الى عمق المجتمع وسبر اغواره عن كثب بعيدا عن العزلة والإكفاء بعمل المكاتب والاسفار أو الاستسلام للشعور بالزهو المفرط حد الانتشاء.
فعلى وقع الانزعاج من النجاحات الجنوبية الأخيرة سارعت تلك القوى- التي ترعى وتدعم الإرهاب منذ مطلع التسعينيات- الى استدعائه اليوم على وجه السرعة، بعد شحنه بكمية تحريض ديني وسياسي وإعلامي واسعة النطاق من الداخل والخارج ومن على كل منبر ومن كل صفحة تواصل إجتماعي ليضطلع بمهمته الشيطانية.
صحيح أن الإرهاب آفة عالمية تضرب دون هوادة حتى الدول العظمى المتقدمة، ويمتلك بالداخل قاعدة دعم وتمويل عريضة بالمال والسلاح والإعلام وقد علا كعبه بالسنوات الأخيرة وبالذات منذ بداية هذه الحرب واستفاد من هذه الحرب وسمّـنَ نفسه بضخامة كبيرة خصوصا بالجنوب وبالذات في مرحلة ما بعد الشراكة السياسية الجنوبية مع قوى معروفة بعلاقتها السيامية بهذه الجماعات المتطرفة، إلّا أن مجابهته (الإرهاب) أو التقليل من اضراره على المدنيين والعسكريين أمر ممكن فعله، والمهمة هنا منوطة على عاتق الجميع وأولهم المجلس الانتقالي الجنوبي بما هو متاح من وسائل وطُـرق، منها رفع حالة الوعي الحمائية لدى المجتمع ولدى الوحدات العسكرية والأمنية، و أبسط هذه الطرق تجنب التجماعات الكبيرة ورفع حالة الشك والتوجس من كل ما هو مريب سواءً كانت تصرفات غرباء أو مواد مشبوهة. فمعظم الجنود حديثو العهد بالجندية وصغار السن يفتقرون للخبرة والتجارب، بل وبعضهم للتعليم، وهذا يتضح بجلاء من خلال تعاطيهم الساذج بنقاط التفتيش وعلى الطرقات وفي البوابات، ويكونوا بالتالي طريدة سهلة النوال لمفخخات ونيران الإرهاب ومن يموله ويحرضه.
الرحمة والمغفرة للشهداء الذين سقطوا في محافظة ابين على آياد الإرهاب ومنابر التحريض.
*صلاح السقلدي