كنا نغضب من القطيعة الجنوبية ونعتبرها شيء معيب للجميع وللانتقالي بالذات- وهي فعلاً كذلك - ونتهم هذا الأخير بالتثاقل وبأنه يضمر النية للتفرد بمستقبل الجنوب، لكن أن نشكك من التقارب الذي نراه اليوم ونتبرم منه، وفيه مصلحة ومنفعة للكل كخطوة تتلوها خطوات فهذا أمر عصيٌّ جداً على الفهم..
.. فهذا التقارب الذي من المؤكد انه مجرد بداية ولا يفي بالمطلوب ويجب أن يكون فاتحة، ليس ملكا ومصلحة للإنتفالي وحده بل للجميع، فالخلافات والفُـرقة والعنصرية وثقافة الاستحواذ افترست الكل وهدّت حيل الجميع بلا هوادة، ولا علاج لها بالتالي إلّا الحوار وتشريع القلوب و الأذرع، وإلا سيكون الجنوب في قادم المراحل فريسة تنهشه وتنهشنا معه ضباع الداخل وسباع الخارج وتشخ فوقنا الثعالب.
.... فلا توجد قوة سياسية او عسكرية أو اجتماعية أو جغرافية بوسعها حكم الجنوب منفردة، فضلا ً عن معالجتها لتركته الثقيلة وتحدياته الكبيرة حتى وأن حازت هذه القوة دعم الخارج وثروات الداخل وامتلكت بيدها الف صولجان وصولجان.كما أن الصغائن لا تبني أوطان هكذا يحدثنا منطق التاريخ وتجاربه المريرة.
فأن لم نتعلم من الصفعة الأولى فنستحق الثانية بجدارة.
... لا نتطلع اليوم فقط الى حوار جنوبي جنوبي، بل بعد ذلك لحوار مع القوى في صنعاء وتعز ومأرب والساحل الغربي وعموم الشمال، فالحوار هوقارب نجاتنا كلنا، نشرّق نغرّب، نستقوي بقوة البندقية الداخلية وبأموال الخارج ودعهم السياسي او نتمترس خلف احقادنا ،فكل هذه الهيلمانة وهذه العاهات لا تُـطفي حريق ولا تُـنجي غريق ولا تستعيد حق أو تحفظ كرامة، فليس لنا من الحوار بُـدٌ، فهو قاربنا الذي لا يعوزه الآن سوى المجداف والمجـدّف.
*صلاح السقلدي