حين تكون "العنصرية" قتلاً وإرهاباً

2022-06-14 13:08

 

في قرية "كتاب" بمحافظة إب اليمنية، ذهب الشاب حسني علي طالب الطوسلي العولقي (ثلاثيني)، برفقة ثلاثة من أولاده (علي حسني (16 سنة) وحيدرة حسني (14 سنة) أحمد حسني (12 سنة)، وهادي محسن سند (11 سنة)، إلى هناك، لتربية النحل، أكثر من ألف عود نحل نقلها الشاب وأولاده، كما جرت العادة ان ينقل "اعواد النحل"، من مكان إلى أخر، بحثا عن "المجاني".

 

يوم الجمعة الـ10 من يونيو، كان أولاد حسني في طريقهم من السوق الى الخيمة عند والدهم، وصادف ان مرت عجلة "الدينة"، فوق ماصورة مياه وانكسرت، نزل "الأطفال للاعتذار عن ما حصل ووعدا بانهما سيخبران والدهما لكي يأتي لإصلاح المأصورة.

 

نجل شيخ قبلي ومدير أمن، باشر أحدهما بطلق ناري أصابه في "أسفل البطن"، اخذه شقيقه الى والده الذي كان يجلس في خيمته، مع شقيقهما الأخر، وإذا بالشيخ القبلي يأتي برفقة أولاده ويباشر على الفور إطلاق النار على الخيمة ومن فيها، وحصل تبادل أطلاق نار، وقتل الشيخ القبلي ونجله.

 

قام حسني بأخذ نجله الجريح لإسعافه، فتبعه مسلحون من قبيلة أل صلاح وعناصر أمنية، وأطلقوا النار عليهم مما أدى الى انقلاب "الدينة"، ثم قاموا بقتل طفل دون الـ15 من عمره، واصابة أخر بجراح بليغة لا يزال يرقد في العناية المركزة.

 

جريمة مثل هذه تكشف النزعة الجهوية والعنصرية اليمنية تجاه "كل الجنوبيين"، فهذا الشيخ القبلي لم يدر ان هؤلاء يعتبرون ضيوفا لدى قبيلته وبأنهم أتوا ليس للبسط على أرض او نهبه، وانهم سيرحلون إلى منطقة أخرى، ولكن النزعة العنصرية كانت هي المتحكم به وبقراره بقتل ضيوفه الذين يعتقدون انهم في حماية قبائل يمنية أصيلة.

 

قبيلة العوالق كان لشيوخها مواقف "عقلانية"، دعوا في بيان صادر عن الشيخ لحمر بن لسود العولقي، الى تحكيم قبيلة أخرى كطرف محايد لبحث حيثيات القضية وحلها وفق الأعراف القبلية المتعارف عليها، وطلب فقط ان يتم السماح بنقل جثمان المجني عليه الشاب حسني الطوسلي وأولاده "الجرحى والمختطفين"، ولكن قبائل آل صلاح فرضت طوقا أمنيا وقبلياً متوعدة بالتصعيد ضد كل من ينتمي لشبوة.

 

تابعت بعض البيانات الصادرة من قبيلة بكيل اليمنية، على اعتبار ان قبيلة "ال صلاح"، أحد فخوذها، وكل المواقف "عنصرية استعلائية"، وتؤكد على ان القضية ذاهبة نحو التصعيد أكثر وأكثر، وقبائل العوالق لم تقم باي اجراء، وتفسح المجال امام أي وساطة قبلية لحل المشكلة، ولكن العنصرية والاستعلاء وبان هؤلاء "بكيل"، ترفض كل الوساطات القبلية وتصر على اعتقال جرحى وأطفال دون الخامسة عشر وتزج بهم في سجون خاصة وترفض زيارتهم من قبل ذويهم.

 

هذه الجريمة لم تثير غضب ناشطي حقوق الانسان ولا المنظمات اليمنية المحلية، لأن الجاني "قبيلي يمني"، والضحية مواطن جنوبي ذنبه الوحيد انه ذهب للبحث عن مراعي للنحل فقط، لم يذهب للاستحواذ على منابع النفط ولا ينهب الأراضي الزراعية والسكنية.

 

هذا القتل القائم على أساس عنصري وجهوي، لم يره بعض حثالات الصحافة وناشطي التواصل الاجتماعي"، والسبب كما اشرت له"، القاتل من اليمن والمقتول من الجنوب".

 

قتل واختطاف وإرهاب أطفال دون الـ15 من العمر، اصغرهم عمره 11 سنة فقط هو هادي محسن سند..

 

ولا حول ولا قوة الا بالله.