تتشابه المصطلحات او التعريفات التي يطلقها البناؤون في شبام وزملاؤهم في مناطق اخرى من وادي. حضرموت حيث البناء الطيني وهي باللهجة المحلية وهنا انقل بعض من هذه التسميات التي هي قديمة من حيث تداولها بين المشتغلين بمهنة البناء وتحديدا ماهو جار الى اللحظة في شبام والذي يتناقل جيلا بعد آخر فضلا عن هذه التسميات او المصطلحات يعرفها معظم اهل شبام كونهم يسكنون هذه البيوت واشتغلوا معظمهم في فترات بهذا العمل ونقلوه لابناءهم ومن هذه المصطلحات:
المدرة: وجمعها مدر وهو الطوب الطيني الذي يصنع بخلط الطين والتبن بنسب قياسية يعرفها معلم المدر الذي يعرف بـ (معلم الضروبة) وتملاء قوالب الطين الذي تعرف بالمفتل مصنوع من الخشب كل وحدتين اي مدرتين تضرب مره واحده ويختلف مدر كل دور عن آخر من حيث قياس الطول والعرض والسمك
القصر: وهو ليس القصر المعروف لدى الجميع انما يعني الدور او الطابق ففي شبام يتكون مثلا
المنزل الواحد من 6 الى 7 الى 8 قصور اي طوابق حاليا تكاد تكون هذه التسمية اندثرت والتعامل والوصف اصبح طابق او دور
الموفر: هو وحدة قياس لارتفاع معين عند بناء الطوابق وكل موفر هو خمس مدرات ترفع كحزام تشكل جدار غرفة (داخلها وخارجها) وكل طابق مع غرفه ومرافقه يصل الى اكثر من 6 موافر او اكثر في بعض البيوت. وبمقياس مدر خاص بكل
طابق فمثلا الطابق الاول او الارضي يبنى بمدر اكبر حجما وسمكا باعتباره طابق يحتمل عليه ثقل البيت كله, ويسمى مدر الطابق الارضي ( سبية ) و(سبيه معروضة) مضاعفة او مذبلة لذا تكون جدران هذا الطابق (الحوايل) سميكة جدا كون السبية توضع بشكل طولي والمعروضة بشكل عرضي لذا يلاحظ ان قياس جدران الطابق الاول عريضة ويصل سمكه الى ذراعين او اكثر قليلا وهو اكثر سمكا من الطوابق الاخرى وقد يصل الى 7 موافر ارتفاعا الدور الارضي وهكذا يتناقص ارتفاع كل دور عن آخر وايضا من حيث العرض للجدار الخارجي او الداخلي والداخلي المقصود به
جدران المحاضر(الغرف) وملاحقها (المبارد) او اماكن وضع الادوات الخاصة بكل طابق وكذلك الممرات ( الامواد) مفردها (ماد)
الغرق: بضم الغين وهو ملاط طيني لين جدا يوضع بين كل مدرة واخرى عند البناء كي تتماسك المدرات وهو اشبه بعملية تنقيع اي يساعد على تماسك المدرة التي توضع فوق سابقتها
السفن: توضع في ارضية المحاضر (الغرف) وهي عبارة عن حجرة نصف كروية ماخوذة من بطون الوادي التي تجري بها السيول وتوضع لكي ينصب عليها الاعمدة (الاسهم) التي ترتفع متساوية وارتفاع جدران كل قصر(طابق) والسهم عمود من شجرة العلب (نوع الحمر) ينتصب على السفن الذي تعدل توازنه من اسفل مايساعد في تقوية كل غرفة ويمنع ميلان او اهتزاز السهم عند حصول اي هزة او حالة الوضوع بعد الامطار او الرطوبة او للحالات المتعددة الاخرى واعلى السهم. خشبة اخرى تعرف بـ (الكبش) ترتبط بقاسم الطابق خاصة في الغرف الذي تتكون عادة من ام سهمين
ام ثلاثه ام اربعة ويتكي على هذه الاسهم الاعمدة السقف الذب كان زمان يوضع اولا عليه اشجار جافة ماخوذة من البيئة المحلية ك (اليعبور) واعواد اخرى بشكل هندسي ثم يغطى بالحسير المصنوع من سعف النخيل ويفرش بالطبع وهو يابس ثم يوضع عليه فيما بعد الطين ومحضته ( تلبيسه) بشكل جيد ومسبوك تماما وقبلها بالطبع تمدد القواسم وهي من اعواد سميكة غليضه ترفعها الأسهم وايضا تمدد الاقبال (اعواد) ذات
مقاسات وبين الواحد والآخر مسافة يحددها. معلم البناء الخبير.. وتمتاز الجدران الداخلية بالنقوش الطينية الملبسة بالنورة وكذا ابواب كل غرفة وايضا الاسهم او الاعمدة بنقوشات بديعة كانها تطريز وكل ذلك بعمل يدوي متقن ومحترف
ولازالت عدد من بيوت شبام تشهد على ذلك.. اما ترصيص الاعواد الصغيرة وباشكال هندسية الموضوعة بين الاقبال في كل غرفه او ممر فان معظم السكان ومن زمان يرغبون في في تغطيتها او تلبيسها. (محضتها) في السقف الداخلي الذي تشاهده وانت جالس بغرفتك وللمدر عمليات او مراحل الضروبة وهي صناعته في قوالبة الخاصة وتركة يجفف تحت اشعة الشمس الحارقة لاكثر من اسبوع في بعض الاحايين كي يكون اكثر صلابة فالتنشير وهو رفع المدر ليكون ملتصقا في مكانه لتعريض جزءه التحتي للشمس ايضا ويعمل على شكل مستطيل ويبدو كصفوف حرف v. بالانجليزية او كصف من كتب مفتوح الصفحات عندما تنظر اليه ثم يجمع. ويرص بعد التاكد من جفافه التام بعضه فوق بعض ويسمى بالتحمير وكل رصه يقال لها حمار ويبدو ان هذا كونه كان ينقل الى موقع العمل سابقا على الحمير كوسيلة النقل اذ توضع كل رصه او زفه متتابعه على مشد الحمار من الجانبين ..
جزء يسير جدا من بعض الاصطلاحات والتعريفات كجزئية مما يستخدم في البناء
وهي (لغة) و(هوية) البناء الطيني المعماري في شبام وكل مناطق وادي حضرموت التي تميزت ببناء الطين من آلاف السنين
*مرفقة صورة لمدر مضروب اي تم صناعته معرض للشمس لانضاجه في شارع من شوارع
شبام في ثمانينيات القرن الماضي
#علوي بن سميط