وعادت ذكرى 22 مايو! في ظل أوضاع متأزمة وحروب وتباينات وحكومة أمر واقع (في صنعاء) وتدهور اقتصادي واجتماعي وعسكري وسياسي - يعني انهيار مكتمل الأركان -.
22 مايو كان ذات يوم ذكرى جميلة للخلاص من حجيم حكم الحزب الاشتراكي، وتحول تدريجياً إلى ذكرى نكبة قضت على كل شيء في الجنوب حتى مقومات الحياة اليومية للمواطن الجنوبي.
22 مايو كان يوم الهروب الكبير للاشتراكيين إلى الأمام للخلاص من فشل محتوم كان ينتظرهم بعد سقوط الاتحاد السوفيتي، لم يحسبوا حساب الوطن الجنوبي ولا الشعب الجنوبي الذي باعوه بقدر ما حسبوا للنفاذ بجلودهم وتحقيق حلم الشعب في الخلاص منهم.
قرأت لأحد رموز الاشتراكي وقادته الكبار مقالا ينتقد فيه الأخطاء التي وقعوا فيها ويهاجم نظام حكم الحزب الواحد في الجنوب قبل 22مايو لكنه يدافع عن خطأ توقيع اتفاق الوحدة مع الشمال!! (وكأنك يابوزيد ماغزيت).
يقول :إن الوحدة كانت خيار الشعب وإن تحميلها أخطاء التيارات السياسية المتسلطة غير منطقي.... هذا صحيح لكنه كلام انشائي، لأن التيارات السياسية هي التي وقعت وفرضت هذه الوحدة! ولا زال البعض منها يستميت في الدفاع عنها ويرفع شعار (الوحدة او الموت) وهو يعلم علم اليقين أنها أصبحت من الماضي وأنها ستتحول إلى تاريخ منسي.
التوقيع على الاتفاق يوم 22 مايو 90 كان خطأ تاريخي في حق الشعبين!.... لماذا؟
لأن التنازل عن بلد بحالها مقابل امتيازات سخيفة في صنعاء خيانة عظمى، وأن القبول بالشراء من قبل الطرف الآخر وهو يعلم أن البائع لايملك حق البيع جريمة شنعاء وظلم شديد لشعب الجنوب.
لم يستفد البائع، ولن يستفيد المشتري طالما والبيع بيع الغرر!.
واليوم وبعد مرور 22 عام من الظلم والقهر والتقاتل لابد من استعادة الاستقلال والسيادة الجنوبية على كامل الجنوب، فلا امل في أحياء الموتى ولا أمل في تصحيح المسار من جديد لأن المجرّب لا يتجرّب، وتكرار الخطأ غباء شنيع.
المطلوب اليوم من المجلس الرئاسي بحث صيغة يتفق عليها للفكاك من تبعية صنعاء وحكم الهضبة ومنح شعب الجنوب حق تقرير مصيره بحرية تامة.
لا نتكلم بإسم (جميع شعب الجنوب) فهناك من يرى مصالحه مع بقاء التبعية لصنعاء لكنهم قلّه وعليهم القبول بما يراه الأغلبية، إن أرادوا الاستقلال التام وإعلان دولتهم الجنوبية.
عبدالله سعيد القروة
23مايو2022