ورد ذم المديح او (التطبيل كما يسمى اليوم) في القرآن الكريم في قوله تعالى: (لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوا وَّيُحِبُّونَ أَن يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا فَلَا تَحْسَبَنَّهُم بِمَفَازَةٍ مِّنَ الْعَذَابِ ۖ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ).
وقد عرف التطبيل ومدح الرجل بما ليس فيه منذ القدم ولكنه أصبح في زماننا هذا زاد البعض الذي لا يستطيع العيش الا به، بل أن المطبلين يأخذون عليه أجر من الممدوح او المطبل له!.
وفي زماننا هذا ومع توفر وسائل التواصل الاجتماعي ابتُلينا بمطبّلين ليس لهم نظير في التاريخ! بل وليس لهم نظير في الأمم الأخرى!! تراهم يمدحون ويلمعون أشخاص خاملين ليس لهم ذكر، فقط استولوا على مراكز وظيفية في غفلة من الزمن واصبحوا يُشار اليهم بالبنان (طبعاً من المطبلين) وبمقابل مادي او رجاء منفعة من المطبّل له.
نحن في الجنوب للأسف تجاوز البعض منا منطقة التطبيل والمديح إلى النفاق! عيني عينك! وكأن فلان لانظير له ولا شبه، يصنعون حوله هالة من القداسة نفاقاً، حتى يداخله الغرور ويظن انه قد تغيّر وأنه ليس علان الذي نعرفه.
وقد قيل: من مدح رجلاً بما ليس فيه فقد بالغ في هجائه وكثيراً ما يمدح الإنسان حتى يُمدح.
إذا المرء لم يمدحه حسن فعاله
فمادحه يهذي وإن كان مفصحاً.
كما أن كثرة التطبيل للمسئولين تصيبهم بعاهة الزهو والكبر ويعتقد انه الأوحد وأن الوظيفة التي يشغلها لايصلح لها غيره!.
وبهذا يكون المطبلين قد صنعوا لنا اصناما واجب علينا عبادتهم والدفاع عنهم والسير ورائهم مغمضي الأعين.
القائد او المسئول سواء كان رئيس او وزير او غيره هو في الحقيقة خادم للمحكوم، خادم للشعب وما يفعله او يقوم به من اعمال(إنجازات) هي واجبه الذي يجب عليه القيام به وليس تفضلا ومنّه منه على عباد الله.
ونقول لمن يعمل على تجنيد الغوغاء للتطبيل له : إذا مدحك أحدهم بما ليس فيك، فلا تأمن أن يذمك أيضاً بما ليس فيك..
وأفضل من هذا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا رأيتم المدَّاحين فاحثُوا في وجوههم التُّراب).
عبدالله سعيد القروة