حيدان يخاطب مؤتمر دولي كما يخاطب عساكره

2022-05-16 03:55

 

“قاعدة” حيدان!

في مؤتمر أوروبي أممي عقد في أسبانيا يومي 10 و11 من الشهر الجاري، خاطب وزير الداخلية اليمنية المؤتمرين، وكأنه يحاضر في كتيبة للشرطة في طابور الصباح، حول واجبات اليوم وما يجب أن يفعله كل فرد من غسل أواني الطعام بعد الإفطار إلى تلميع أزرار القميص الميري.

 

 مارس ذهنية التلقين وجُمل الخشب وخطابة ما قبل التاريخ، حول ما يجب أن يفعله الأوروبيون حيال إيران المارقة، غير مدرك أن الاتحاد الأوروبي الذي يخاطبه، يدير حواراً معها ليس حول البرنامج النووي وحسب، بل وللبحث عن مقاربة جديدة على خلفية الصراع العالمي حول أسواق النفط، لإعادة إدماجها في دورة الاقتصاد الدولي، ورفع حرسها الثوري من قوائم الإرهاب.

 

الجديد في حديث وزير الداخلية حيدان، تأكيده أن الحوثي يدعم القاعدة، وأنه أطلق سراح أعضائها، وأنهم يديرون ماكينة الموت في المناطق المحررة.

 

الواقع أن ما قاله حيدان في هذه الجزئية صحيح، ولكنه نصف الحقيقة، فحيدان هو الآخر أطلق سراح العديد من قيادات القاعدة، ومنحهم العديد من المناصب الأمنية رفيعة المستوى في أبين وغيرها، وعطل نشاط أجهزة مكافحة الإرهاب، واصطف مع أي طرف أياً كان لونه، يدعم معركته ضد خصومه السياسيين.

 

كما أن الهروب المتتالي من سجون وزارته لقيادات القاعدة، بتواطؤ رسمي فاضح، وظهور القاعدة إلى العلن في تمركزات ونقاط معلنة، يجعله ليس في موضع الشبهات، بل الشراكة الفعلية الكاملة مع الإرهاب.

 

نعم الحوثي يطلق سراح القاعدة، والشرعية تطلق سراح القاعدة، وأجهزة أمن الطرفين يستثمرون سياسياً في القاعدة.

 

ما دون هذا الفهم تبقى الحقيقة ناقصة.

*- خالد سلمان