حقائق ومعادلات (نبش)

2022-04-18 09:34

 

في لقاء القاهرة مارس 1972بين علي ناصر محمد رئيس وزراء الجنوب، ومحسن العيني رئيس وزراء الشمال، تم الاتفاق على قيام دوله يمنيه واحده ، وتشكيل عدة لجان من الشطرين لوضع الاسس واليات التطبيق ، وكذا نص البيان على ايجاد منظمات ابداعيه وجماهيريه موحده (مجتمع مدني).

 

ما ان اذيع البيان من القاهره حتى استنفر عبدالله بن حسين الاحمر مشائخ القوى القبليه والدينيه وبعض العسكريين واعلنو رفضهم لفكرة الوحده من الاساس وضغطوا على الرئيس القاضي عبدالرحمن الارياني ليبلغ العيني ان لاوحده مع الجنوبيين الكفار الملحدين وان اسم منظمات جماهيريه فيه كفر وشرك واخلال بخصوصية الشعب اليمني المسلم المحافظ .

 

اسباب الرفض ، ان المشائخ يرون في دوله مدنيه ونظام وقانون تهديد لهيمنتهم وتسلطهم على البلاد والعباد من ناحيه ، ومن ناحيه اخرى كانت المملكه العربيه السعوديه ترفض فكرة دوله يمنيه واحده ،وابن الاحمــــــــر معروف عنه انه رجل المملكه الاول في اليمن بلا منازع ، ومقابل مواقفه واعماله التي ابقت اليمن حبيسة التخلف قبض عشرات الملايين من الدولارات .

 

عاد الاستاذ (العيني ) من القاهره متمسك بالاتفاقيه تمسك شديد ،واصر ابن الاحمرومن معه على رفض فكرة الوحده ، و بقي الرئيس الارياني لاحول له ولا قوة ، وفي النهايه ازاحـو العيني من منصبه ونكلو بكل من ينتمي للقوى الوطنيه في الشمال ،وبكل مطالب بدوله حديثه ووحده ونظام وقانون .

 

من العام 1973 الى عام 1989 تولى عبدالمجيد الزنداني مهمة شيطنة الجنوبيين دوله ومجتمع وتكفيرهم من الجانب الديني .. بينما تولى ابن الاحمر وخلفه شلل المشائخ محاربة أي توجه وطني في الشمال لناحية قيام دوله موحده .. وكلف محمد خميس والعتمي واليدومي وصالح سميع  يتعذيب الرموز اليساريه والوطنيه الداعيه للوحده في الشمال .. يكفي الاشاره الى الدور الاكبر لابن الاحمر في عملية اغتيال الرئيس الحمدي بسبب توجهاته الوطنيه وتقاربه مع الجنوب .

 

في العام 1989 طمئن علي عبد الله صالح شلل المشائخ المتخوفين من الوحده على مصالحهم ، بل اتفق مع ابن الاحمر على تشكيل حزب سياسي ديني (الاصلاح ) ليقوم مع المؤتمر باحتواء القادمين من عدن .

 بعد اجتياح الجنوب 1994 انخرط  مشائخ القبائل وتجار الدين وكبار القاده العسكريين الشماليين في عمليات نهب الجنوب  ، وفتح اذهانهم اليدومي وعلي صالح ولفتو انظارهم الى نظرية ان هناك ارض في الجنوب بلا شعب .

بالمقابل ظل الجنوبيين شعب وقياده متحمسين للوحده طوال ربع قرن حماس منقطع النظير الى درجة تقديس الشعار المعروف :(لنناضل من اجل الدفاع عن الثوره اليمنيه وتحقيق الوحده اليمنيه).

 

بعد تجربه مريره مع وحـــدة الضم والالحاق والغدر، كره الجنوبيين الوحده ،وطالبو بفك الارتباط بين الشمال والجنوب ،بل وناضلو وقاتلو في سبيل ذلك ،وحتى اللحظه وهم يعلنون رفضهم باشكال متعدده .

 

اليوم حميد الاحمر ومحمد عبدالمجيد الزنداني والمقدم ركن تعذيب المخابراتي محمد اليدومي يهددون بالويل والثبور لكل جنوبي انفصالي عديم الوطنيه .. بينما حاملي الدفوف والمباخر حولهم من بعض ابناء تعز واب وبعض الجنوبيين يتفانون في الخدمه الاعلاميه لورثة القوى المتخلفه الفاسده ، مستغلين العواطف الوطنيه والدينيه لبسطاء اليمنين .

 

اليوم 95% من الشماليين متمسكين بالوحده بينما المستفيدين من الوحده من الشمال لايتجاوزون 10% هم كبار اللصوص وحملة المباخر امامهم بينما البقيه ضحايا التظليل.

 

اليوم اكثر من 90% من الجنوبيين كارهين للوحدة ويفضلون دوله جنوبية خالصه بينما ال10% هم المستفيدين من هوشلية الوحدة والفوضى والفساد الذي احدثته وبعضهم ضحايا التظليل الاعلامي والديني.

معادلات تحتاج التفكر والتأمل. وحقائق تحتاج التذكير بها