القرارات التي انتظرها الناس طويلا صدرت الخميس بنقل صلاحيات الرئيس هادي الي مجلس رئاسي مكون من رئيس وسبعة اعضاء، واقالة نائب رئيس الجمهورية علي محسن الاحمر. هكذا اراد التحالف ان تكون نهاية هادي ومحسن بصورة سلمية وسلسة لكنها مؤلمة في نفس الوقت.
تبدو القرارات وكأنها قد اتخذت من وقت مبكر، ولم يكن مؤتمر الرياض المنعقد مؤخرا الا مناسبة لاصباغ الشرعية عليها، واخراجها لحيز الوجود.
وبالنظر للمجلس الرئاسي الجديد فانه شكل على مقاس التحالف العربي، وتم توزيع عناصره وفقا لقربهم من دولتي التحالف، حيث يعد اربعة منهم من حلفاء السعودية وهم رشاد العليمي رئيس المجلس، وعثمان مجلي، وعبدالله العليمي باوزير، وسلطان العرادة، فيما الاربعة الاخرون قريبون من الامارات وهم عيدروس الزبيدي، وابوزرعه المحرمي، وفرج البحسني، وطارق صالح، بالاضافة الي ان اربعة منهم ينتمون للشمال ومثلهم للجنوب. لم يكن الدكتور رشاد العليمي في الواجهة، ولم يكن حديث وسائل الاعلام، فقد صمت الرجل طيلة السنوات الماضية، ولم يكن له موقف يذكر من الاحداث التي شهدتها البلاد، الا ان الرجل الهادئ والبسيط المنتمي لمحافظ تعز اصبح اليوم رئيسا للجمهورية بدعم من المملكة العربية السعودية، وقوى اخرى ربما رات فيه الرجل المناسب لقيادة المرحلة المقبلة. اذن الرئيس رشاد العليمي وسبعه اعضاء اخرون بينهم رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزبيدي، سيقودون المرحلة المقبلة التي اتوقع انها ستشهد حالة من التوافق بين مختلف المكونات، وبين الجنوب والشمال، وبين التحالف والقيادة الجديدة، وبين المجلس الرئاسي والحكومة، وبدون هذه التوافقات ستظل الامور كما هي وسوف يتعقد الوضع اكثر واكثر مما هو عليه. مجلس رئاسي على مقاس التحالف هكذا ما يمكن ان يقال، وفي كل الاحوال فان مفتاح الحلول هي بيد التحالف اليوم، فاذا اراد حل الازمة الاقتصادية فانه يستطيع، واذا اراد ايجاد حل للقضية الجنوبية فان كل الاوراق بيده، وما يخشاه الجنوبيون اليوم هو ان يتم تجاهل قضيتهم، او يتم اعتماد حل الستة الاقاليم، وهو ما قد يعيدهم مرة اخرى الي نقطة البداية، والي الشارع.
نتمنى التوفيق والنجاح للمجلس الرئاسي، ونامل ان يكون فاتحة خير على البلاد والعباد، وان يركز على الاولويات الملحة في المناطق المحررة، وهي الازمة الاقتصادية، والرواتب، والامن، والخدمات، وتوحيد الجبهة، والعمل على انهاء الحرب واحلال السلام في اليمن.