التاريخ يعيد نفسه في زمن الشتات

2012-10-26 18:03

 

 

 التاريخ يعيد نفسه في زمن الشتات

د علي مهدي العلوي بارحمة

منطقة الإنسان والحضارة والتاريخ منها وفيها اهبط ادم أولا.   الإنس انتشرت من على الشواطئ الجنوبية للبحر في العربية السعيدة الى عمان من لشرق إلى صحراء الربع الخالي الى عسير ونجران شمالا الى مأرب شمال غرب  في خط مستقيم من مأرب الى احور غربا لها ميزة طبيعية لا تتوافر في أي بلد أخر على وجه الأرض ومن مدينة شبوة التاريخية التي عرفت بعاصمة دولة حضرموت في نقوش وكتب التاريخ تبعد عن مدينة عتق بحوالي  مائة كيلومتر شمالا  عندها تلتقي على أعتابها أطول سلسلتي جبلية كلا منها تختلف عن الأخرى سلسلة الجبال النارية تأتي من أقصى غرب الأرض وسلسلة الجبال الرسوبية تأتي من أقصى شرق الأرض كذلك وتشكل قمة جبل ألعقله أول قمم الجبال النارية في أحضان مدينة شبوة التي تقع تحت قمم الجبال الرسوبية  تشرف على رمله السبعتين . العقلة كان يقام على سطحها  احتفالات تنصيب ملوك دولة حضرموت. وتتداخل  من علي بوابة مدينة عتق  بقوة وتمتد الى محاذاة البحر في مديرية رضوم جنوبا وشرقا  وادي حبان  وغربا  مدينة المحفد الى المطهاف لمسافة حوالي مائة كيلو متر طولا(ش-ج) وعرضا حوالي ثمانين كيلومتر(ش-غ) بمساحة ثمانية إلف كيلومتر مربع توجد في أعماقها اكبر ثروة معدنية وأنواع نادرة من المعادن والمواد الغير معروفة حتى ألان , ويكاد ان يكون اليورانيم أحداها .  تلك المنطقة شهدت اكبر وأقدم حضارات , حضارة حمير وحضارة  حضرموت وحضارة قتبان وحضارة اوسان وحضارة سبا . وجا الإسلام  وهي تحت سيادة القبائل الكندية وسبقتها  حضارات أقوام  صالح ولوط  وما عرفة ببلاد الاحقاف . وتشير الدراسات الجديدة  ان قوم نوح فيها والتي حدث في عهدها الطوفان الذي ارتبط به نوح وسفينته المذكورة في القران ولازالت اثأر القواقع البحرية ظاهرة على  صخور الجبال الرسوبية بمحاذاة مدينة عتق عاصمة محافظة شبوة اليوم . وهناك شواهد مادية ونصوص قرآنية تؤكد ذلك .

   تلك المنطقة كانت تعتمد اقتصاديا على مادة اللبان الى البلدان الأخرى البعيدة عنها في شمال أفريقيا وفلسطين وأوروبا .وتجارة البخور رائجة أشبة بتجارة الذهب الأسود اليوم.

التاريخ يعيد نفسه من جديد اليوم نجد تلك المنطقة هي منطقة الثروة النفطية والغاز المسال  يتم ضخة الى المواني الجنوبية على بحر العرب  ميناء النشيمة النفطي وميناء بالحاف للغاز المسال وجميعهما بمحاذاة ميناء قناء التاريخي (بيرعلي) ميناء دولة حضرموت والذي كان ميناء تصدير البخور(البان) والمدهش ان خطوط أنابيب النفط والغاز تسلك نفس طريق القوافل التاريخية التي تنقل بضائع الدول القديمة فيها من ميناء قناء الى مدينة شبوة والعكس.   تلك المنطقة هي هدف إطماع الشركات الأمريكية والأوروبية تحت مظلة العصابة التي لازالت تتمسك بمقاليد السلطة والنفوذ في اليمن والتي نجد البعض منها ركب موجة ثورة التغيير ومنها من يدافع ويستميت للبقاء على قمة السلطة ويرفض التخلي عنها ولو كان في ذلك حياته وحاشيته وذلك كله في غياب عن أبجديات ثورة التغيير. ونجد نفس أركانها تقود العنف المنظم تحت مسميات مختلفة وهي تدير الشركات النفطية وتهيمن على أنشطتها التجارية.

   الغريب العجيب المخطط لمشروع أنبوب النفط المزمع تنفيذه لضخ النفط المتدفق من منطقة العقلة الى مأرب ومنه الى ميناء رأس عيسى لمسافة حوالي 150كيلو متر من العقلة الى مأرب , بينما المسافة من أول بئر نفطي في العقلة  تبعد 5كيلو متر فقط عن منطقة عياذ مجمع الضخ النفطي للأنبوب الذي يربط بين ميناء النشيمة لضخ النفط في مديرية رضوم وأبار النفط في منطقة عياذ الذي تم تنفيذه من قبل الشركة الروسية في عام 1990م  لم تكن تلك مؤامرة تجارية على الثروة في تلك المنطقة؟

الم يكن ذلك أهدار لمقدرات الشعب؟

يجب ان نسعى جميعا لإحباط تلك المخططات  فهي عمليات سطو منظمة تستحق المواجه ولو بأضعف الإيمان .