قراءاتي على مقال هذا "ماحدث فوق قبر الشهيد جواس"

لقد قرأت مقالا للصحفي الشهير مقراط ، تحت عنوان "هذا ما حدث فوق قبر الشهيد جواس" ، والذي دعاء فيه إلى التقارب بين جنوبيي الشرعية وجنوبيي الإنتقالي ، في إعتقادي انه لا يمكن إن يتقارب جنوبيي الشرعية وجنوبيي الإنتقالي ، لأن كل طرف لديه رؤية سياسية تختلف عن الآخر ، فجنوبيي الشرعية لديهم رؤية يمن إتحادي من سته أقاليم ، والتي تعني إعادة الجنوب إلى باب اليمن مرة أخرى ، وجنوبيي الإنتقالي لديهم رؤية إستعادة الجنوب على حدود ما قبل 22 مايو 90 ، وبناء دولة مدنية فيدرالية فيه ، والرؤيتين كلا منهما تناقض الأخرى ، أي أنه لا يمكن إن يتم التقارب بين جنوبيي الشرعية وجنوبيي الإنتقالي ، إلا بعد إن يقوم جنوبيي الشرعية بتصحيح رؤيتهم ، التي لا تخدمهم من الناحية الاستراتيجية ، ولا تخدم أيضا جنوبيي الإنتقالي . علينا إن نكون صريحين وواضحين إذا كنا نريد فعلا حل مشاكلنا ، فنحن لا نختلف كجنوبيين شرعيين وانتقاليين حول إستعادة الجنوب ، ولكن نحن مختلفون على من سيحكمه بعد استعادته ، وعلى شكل وجوهر الدولة التي ستحكمه بعد استعادته ، هذا ما علينا الحوار حوله إذا كنا نريد حلا لقضايانا ، وفي إعتقادي إن الحل هو إن نتفق على إقامة دولة مدنية فيدرالية في الجنوب ، تضمن الحرية والعدالة والمساواة والديمقراطية ، والنظام والقانون والسلام والأمن ، والتداول السلمي للسلطة ، وليس أمنيات تتلاشى قبل إن يجف مدادها .

*- سالم صالح بن هارون ـ شبوة