لم يبق على موعد انطلاق أعمال مؤتمر الرياض للمشاورات اليمنية-اليمنية في الرياض سوى أسبوعٍ واحد، لكن الأمور تشير إلى كثير من العوامل التي قد تحول دون تحقيق الغايات المرجوة من الدعوة النبيلة التي قدمتها الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي.
وقبل الخوض في تفاصيل احتمالات فشل أو نجاح المؤتمر لا بد من التعرض لأمرين أساسيين يتعلقون بهذا الحدث الهام:
فأولا: يعتقد الكثيرون أن المملكة العربية السعودية ومن خلال مجلس التعاون قد أرادت بهذه الدعوة أحد هدفين، إما نجاح المؤتمر وبالتالي الخروج من دوامة الحرب التي ألحقت أبلغ الأضرار بالأرض والإنسان اليمنيين ولم تسلم دولتا السعودية والإمارات العربية المتحدة من الأضرار مهما كان نصيبهما منها قليلا، وإما وضع الحوثيين في الزاوية إذا ما رفضوا المشاركة في المشاورات وبالتالي تحميلهم وحدهم مسؤولية العواقب الوخيمة التي سيؤدي إليها استمرار الحرب.
وثانيا: إن ثلاثة أطراف تمثل الأعمدة الأساسية لنجاح أو فشل أعمال المؤتمر، هذه الأطراف هي:
١. السلطة الشرعية للرئيس هادي مهما كانت غائبة ومتهالكة ومخطوفة.
٢. المجلس الانتقالي الجنوبي كأبرز ممثل للجنوب وقضيته التاريخية
٣. الحوثيين كسلطة أمر واقع في مساحة الجمهورية العربية اليمنية (السابقة) مهما كأن رأي جميع الفرقاء فيهم.
وسيكون الحضور الإشرافي والتحفيزي للرعاة الإقليميين والدوليين أمر مفروغ منه لا التباس فيه ولا غموض.
إن غياب أي من هذه الأطراف الثلاثة سيعني تعثر عمل المؤتمر وفشله في التقريب بين الأطراف السياسية اليمنية وبالتالي الدخول في متاهات جديدة لا يعلم بنهاياتها إلا علام الغيوب. ويستمر الحديث في الحلقة التالية