على وقع الألم الشديد الذي يشعر به المواطن تحت ثقل الغلاء وانقطاع الرواتب وإهمال مزدوج من التحالف مع عصابة الفساد في الرياض.. خرجت جماهير كبيرة من جميع مديريات شبوة في تظاهرة عتق تطالب بمنع الأحزاب (اليمنية) من استعادة التفريخ في المحافظة.
المظاهرات انتهت بعد تفجير مفخخات وقنابل صوتية، ويقول منظمو المظاهرة انها نجحت في اسماع صوت شبوة الرافض للأحزاب (اليمنية).
السؤال الآن ماذا بعد؟
شبوة تكلمت أو بالأصح تيار كبير في شبوة (الإنتقالي وأنصاره) قال كلمته (لا للأحزاب اليمنية).
لكن البعض يرى أن هذه الدعوة غير واقعية ولامنطقية في الوقت الذي تضم قيادات الإنتقالي نخبة من (المؤتمريين)! ويشغلون وظائف حساسة ومهمة في الإنتقالي! كيف يتسق هذا مع شعار المظاهرة؟
هذا فيما يخص المؤتمر الشعبي، إما حزب الإصلاح فلديه خلاف وهوة مع الإنتقالي أكبر من مثلث برمودا! ولا أعتقد أنهما سيتفقان ابد الدهر الا اذا تغيرت السياسة والساسة المسيطرين على التنظيمين.
المشكلة الأساسية في الجنوب ليست فتح الدكاكين التي سببت النكبة وراء النكبة للجنوب إنما المشكلة في عدم فهم النخبة لمتطلبات المرحلة الحرجة التي نمر بها.
نحن مع قبول الآخر كيفما كان بشرط واحد وهو اعترافه بالقضية الجنوبية وحق شعب الجنوب في تقرير مصيره، وأعتقد أنه شرط غير مستحيل لكل جنوبي في أي حزب أو تنظيم.
ماذا بعد؟ هذا سؤال يسأله كل مواطن في شبوة والجنوب.
المواطن يقتله الغلاء والفقر وانعدام الضمير لدى التجار والسلطة، المواطن أصبح لايستطيع شراء قوت يومه! هل تفهمون معنى ((لايستطيع سد رمق أولاده))؟
التحالف قتلنا مرتين:
الأولى/ باحتضانه مجاميع فاسده وعصابات لصوص ومنحهم ماتبقى من موارد البلاد ينفقها عليهم في فنادق العالم رواتب ومخصصات غير ماهو تحت أيديهم.
الثانية/عند توقيع اتفاق الرياض الذي شرعن لهم الإستمرار في قتلنا بحجة كم شنطة دبلوماسية منحوها لجماعة سموا أنفسهم وزراء على حساب الجنوب.
نحن نلوم التحالف اما اللصوص ماعليهم شرهة لأن ضمائرهم ميته من زمان.
ماذا بعد؟ هل بانتهاء المظاهرة انتهاء كل شيء وعادت حليمة إلى عادتها؟
عند كتابة هذه الكلمات دفعت 29000 ريال ثمن دبة بترول واحدة وأحمد الله اني استطعت شرائها! فما بالك بمن لايستطيع ولديه مريض يريد اسعافه للمستشفى؟
ماذا بعد؟
اذا كانت المظاهرات لرفع الإعلام وقرع الطبول والزوامل في الشارع فلا داعي لها... نحن في شبوة النفط والغاز نشتري دبة الديزل بسعر 34500 ريال وأبناء مأرب يشترونها ب 4500 ريال!! لمااااااذا؟
إلا يوجد في شبوة رجال يفرضون على عصابة السرق وضع مماثل لمأرب؟ لانريد أفضل من المساواة بمارب لأن لديهم نفط ولدينا مثله ولديهم غاز ولدينا مثله... لكن لديهم رجال...... ولايوجد لدينا. نقولها بمرارة.
انابيب البترول تمر تحت منازلنا إلى النشيمة لتعبأ في سفن اللصوص ويبيعونه ليصرف عليهم هم وأسرهم في عواصم العالم!
هذا الوضع يبعث الأموات من قبورهم ليطالبوا بحقهم وحقوق ايتامهم ممن خلفوهم على موائد اللئآم (ونحن منهم) نعم نحن الأيتام...
مطلبنا كمواطنين مساواتنا في تسعيرة النفط ومراقبة أسعار المواد الغذائية لدى التجار ودفع الرواتب التي منعت على العسكريين ممن كانوا في النخبة وكذلك الجيش والأمن.
مظاهرة اليوم يجب أن تستمر إلى تحقيق هذه المطالب فإن لم تتحقق عليهم قطع البترول والغاز ومنع بيعه والتحكم فيه من عصابات اللصوص.
هذا مجرد رأي شخصي قد يكون مخطئ لكنه يلمس أوضاع الناس البسطاء.
ماذا بعد؟؟؟
عبدالله سعيد القروة
19مارس2022