مراهقات رئيس اوكرانيا

2022-02-27 05:01

 

المتابع لسير الاحداث الفاجعية في اوكرانيا، وتصريحات الرئيس (الفكه) زيلينسكي الساذجة، المتابع لهذه الاحداث يتقين ان الرئيس الاوكراني لا زال يعتبر مراهقاً غضاً في مجال السياسة الملغز، فهو اليوم يطالب الجيش والشعب بالتصدي للجيش الروسي الزاحف بقضه وقضيضه صوب كييف، علما ان بوتين اعد العدة لهذه المعركة منذ بدايات جنون وطيش القيادة الاوكرانية.

 

اليوم تستقبل اوكرانيا اسلحة الشجب والمقاطعات وهذا سلاح لا يخيف ولا يهش ولا ينش. ولقد حسبت روسيا حساب المقاطعات والحنق بل وحتى التدخل والدعم من قبل دول صديقة لاوكرانيا فهذا الميدان يا حميدان .

 

وعن الرئيس المراهق فقد اعتقد ومن خلال دردشاته عبر ( تويتر ) مع الزعماء ان الغرب سوف ينقذه مما هو فيه من ويل وثبور ، ويتدخل لصد الزحف الجهنمي للجيش الروسي المدجج بالسلاح حتى اسنانه . والحقيقة المؤلمة فلقد كان الهدف من شيطنة اوكرانيا وفوز الفكاهي ( زيلينسكي)  وكان فوزا مدوياً . كان الهدف من ذلك فقط هو ارباك روسيا واشغالها بهذا الجار المشاكس ، فبعد فوز الممثل الكوميدي زيلينسكي ، شعر الغرب انهم اوجدوا من لا يعصي لهم امرا ، فاغدقوا عليه بالوعود  والدعم لارباك المشهد في روسيا . ورغم تمتع زيلينسكي  بشخصية محبوبه فان خبراته السياسية ( الفجة ) لم تنجده في ان يتبصر دروبه وان يقنع الغرب بان افتعال الخصومات مع روسيا سوف يدفع ببلاده الى حافة الحرب المدمرة  .

 

اليوم يصرح (الفكاهي) وفي اكثر من لقاء ومؤتمر صحفي ان الغرب (تركه لمصيره) والحقيقة فلم يدر في خلد امريكا والغرب ان اوكرانيا سوف تتعرض للتاديب بحرب لا تبقِ ولا تذر. وهاهو (زلينسكي) اليوم يطالب جيشه وشعبه بالقتال ويحثه على المقاومة، بينما الجميع يعلم ان روسيا قد ازمعت على عمل عسكري ساحق ماحق، واعدت له العدة وحسبت كل شاردة وواردة ، اليوم  جيوش روسيا تزحف وتتجه صوب هدفها كالاعصار  .

 

الوحيد ربما من زعماء العالم هو زيلينسكي الذي كان يتوقع وبمجرد ان تبداء المناوشات حتى تزحف الجيوش الغربية لنجدته وحمايته ! مسكين زيلينسكي الذي فطن الكوميديا ولم يفطن السياسة ، وانها عبارة عن ملغزات من الصعب فك شفرتها واستبيان اسرارها .

 

كان حرياً بالرئيس الاوكراني وقبيل الزحف الجهنمي على بلاده ، ان يتقدم بمبادرة  الى روسيا تحفظ بلاده من هذا الويل والجحيم ولكن لقد فات الفوت ولن ينفع الصوت !. 

 

الشيء الذي يجعل اي متابع في حالة دهشة من الرئيس الاوكراني هو تشجيع شعبه على المقاومة واقامة نقاط تفتيش في الشوارع ، وهو هنا كمن يمنع الاعصار

بكفه  .

والحل ؟ لم يعد هناك من الحلول اليوم ، فلقد ازمع بوتين وصمم على اعادة اوكرانيا الى بيت الطاعة ، وما تخوضه روسيا اليوم من تحديات بل غضبات ، سوف يعيدنا الى ازمنة الحرب الباردة  ، لكنها حرب باردة تغيرت فيها امور واحوال ومواقف ، فالصين اليوم دولة مهابة ولها اليوم القول الصادع واليد الطولى وروسيا اليوم تحد سيفها الصقيل .

 

وعن المقاطعات ، فروسيا تقدّر هذه الامور وتزنها بميزان الذهب ، فلو كانت فدّت المقاطعات من عضد الدول ، لانهارت كوبا وكوريا الشمالية وقبلها الصين بل وايران . وخلاصة القول فان العبث السياسي والطيش وعدم تقدير العواقب يكلف الاوطان مستقبلها بل ربما مصائرها .