كنا منذ البداية نقول أن قوات المنطقة العسكرية الأولى التي تشمل أكثر من ١٤ لواء من مختلف التخصصات، لا وظيفة لها إلا حراسة الحقول والقطاعات النفطية الممتدة على مساحة تلك المنطقة.
قبل ٢٠١١م كانو يقولون أن القوات العسكرية في هذه المنطقة المترامية الأطراف التي تشمل مساحة تزيد على مساحة الجمهورية العربية اليمنية-كانوا يقولون إن القوات في هذه المنطقة تتصدى لــ”القوات المعادية”، ولكن بعد أن تحولت ما يسمونها بــ”القوات المعادية” إلى قوات داعمة للشرعية وقيادتها وكفيل دائم لكل الشرعيين، زالت هذه الحجة الخرقاء، فاضطروا إلى الاعتراف بالحقيقة التي ظللنا نكررها منذ ١٩٩٤م والتي ظلوا يتنكرون لها بعناد يخلو من كل مؤشرات الحكمة والعقلانية.
شخصيا لا اخفي إعجابي الشديد بوزير الدفاع الشرعي محمد علي المقدشي، فهو يقول الحقيقة بذكاء شديد حينما يتنكر لها معظم إدعياء التذاكي والتحاذق.
يقول وزير الدفاع أن القوات المسلحة في المنطقة العسكرية الأولى والثالثة تؤمن حماية المنشآت النفطية التي تزود البلاد كلها بحاجتها من الوقود، وأضاف: أننا نزود كل البلاد بالنفط ومشتقاته بما في ذلك المناطق الواقعة تحت سيطرة الحوثيين.
من المهم ونحن نتحدث عن هذه القضية الحساسة أن نشير إلى الحقائق التالية:
* * *
الهبة الحضرمية الثانية التي تمثل انتفاضةً شعبية مكتملة الأركان ضد السلب والنهب والعبث بثروات حضرموت وحرمان أبنائها من أبسط مقومات الحياة، أخذت في التصاعد المنتظم والمتماسك، وهي تنتقل كل يوم إلى طور أرقى من الذي سبقه.
قوات المنطقة العسكرية الأولى تقف أمام خيارين: إما الالتزام بتنفيذ اتفاق الرياض، والقيام بواجبها الوطني والانتقال إلى مناطق التماس مع الحوثيين، على افتراض أنها مؤيدة للشرعية وعلى افتراض أن كل مؤيد للشرعية يحارب الحوثيين، وإما الدخول في مواجهة مباشرة مع جماهير حضرموت في الوادي والصحراء ومعهم سيقف كل جنوبي، يحترم كرامته وآدميته وحقه في تقرير مصير الوطن.
ولو تقبَّلَ القائمون على قيادة المنطقة العسكرية وعلى الملف الأمني والعسكري “الشرعي” عموما، لو تقبلوا نصيحتي فإنني أنصح أن تسلم مهمة حماية المنشآت النفطية لأبناء حضرموت ونخبتهم الأمنية التي شهد لها القاصي والداني بالنجاحات المبهرة، وتتحرك ألوية المنطقة العسكرية الأولى إلى مأرب وتتعلم من ألوية العمالقة الجنوبية كيف تواجه العدو وتلحق به الهزيمة وستؤكد بذلك أهليتها لتُسَمَّى جيشاً وطنيا، أما الإصرار على البقاء في حضرموت، ورفض التحرك إلى مأرب، والاستعداد للتحرك باتجاه عدن (كما قال قائلهم) فإنما يضيف تأكيدا ثالثا على التجانس والتخادم وتقاسم الوظائف بين هؤلاء وبين إخوتهم في الرضاعة الحوثيين المهيمنين على أراضي الجمهورية العربية اليمنية.
“وما الله بغافلٍ عما تعملون”