رغم مرور 25 عام على هذا التاريخ، لايزال يطل علينا باستمرار عبر دورة الأرض حول الشمس! وكأنه أصبح لزاماً علينا تذكره واستعادة مآسيه كل عام.
بعض الشباب لايعلمون مسببات وخفايا 13 يناير التي بدأت منذ 1968 وما تلاها من أحداث في 69 والانقلاب على قحطان الشعبي، ومآسي بداية السبعينات والانتفاضات الغوغائية وصولاً إلى 26 يونيو 1978م والإطاحة بسالمين وإعدامه مع رفاقه.
كل هذه كانت مقدمات لما حصل في 13يناير 86م.
هذه المآسي كان السبب فيها اعتناق الفكر الماركسي من قبل النخبة شبه المثقفه في الجنوب ومحاولتهم غرسه في عقول البدو الأميين عن طريق التلقين وليس التعليم، وهو ما أدى إلى ظهور مليشيات متطرفة متعطشة للدماء ومستعدة للقتل على الكلمة أو التهمة.
ومع مرور الوقت ازداد الاحتقان داخل التنظيم السياسي وصولا إلى مؤسسة الحزب الاشتراكي التي لم تكن سوى مجاميع من المليشيات التي استطاع الحزب تأطيرها وضمها إلى صفوفه.
لم تكن شعارات: لاقبلية بعد اليوم.. فعاله، لسبب بسيط وهو أن من رفعوها وطلبوا من أتباعهم ترديدها غير مقتنعين بها في داخلهم، إنما استغلوها في ظرف وزمن معين لغرض محدد.
أحداث 13 يناير بدأ ظاهرها تنافس سياسي حزبي على المناصب وقيادة الحزب والدولة، وباطنها مخلفات ورواسب من الأحداث السابقة (إعدام سالمين) مثلاً. وفي النهاية القبيلة هي التي حسمت الموقف لصالح طرف حزبي(الطغمة) على طرف آخر (الزمرة).
في الحقيقة كانت القبيلة هي اللاعب الأساسي في الحكم بعد أن حاول زعماء القومية تجاوزها في وقت سابق، الا أن الأحداث المتتالية استعادتها بقوة.
نحن اليوم في العام 2022م وقد مضى على آخرها ربع قرن من الزمان، يجب أن نستفيد منها وناخذ العبرة ونحاول عدم إعادة الكرة مرة ومرات.
الدرس المهم والاساسي هو قبول الآخر والسماح بالتعددية، لأن تجربة الحزب الواحد أودت إلى ما أشرنا إليه سابقاً، ومهما حاولنا جلب الأعذار وكيل التهم بالخيانة والتآمر ضد الوطن للمعارضين فلن ننجو من العودة إلى نقطة البداية!!
اذا أردنا تجاوز الماضي وتجسيد التصالح والتسامح علينا ألا نضعه في قالب 13 يناير فقط بل يجب أن يشمل ماحصل في الجنوب منذ 1967م لأن تلك الأحداث مترابطة وكل حدث له أسباب من ما سبقه.
وفي هذا اليوم 13 يناير تفرض علينا ظروف المرحلة الراهنة أن نكون متحدين فيما بيننا إذا أردنا الوصول إلى هدفنا في استعادة بلادنا واستقلالها التي أضاعها قوم اختزلوا الوطن في حزب ووظيفة.
عبدالله سعيد القروة
13 يناير 2022