الوطن الذي تسوده الفوضى على كل المستويات، لابد إن يكون وطن يحكمه مجموعة من الجهلة الفوضويين الذين لا يفرقون بين الصالح والطالح، يطلقون أحكامهم جزافا على كل شيئ ، أحكام لا تستند إلى مفاهيم واضحة ، وهم اول من يصدقون تلك الأحكام ، ثم تصدقهم الجماهير دون تمحيص أو استدلال ، أو تدقيق ، لذلك أصبح ذلك الوطن عالما فوضويا .
في الوطن الذي تسوده الفوضى ستجد الحاكم جاسوس دولي بإمتياز على شعبه، وستجد الطبيب مشعوذ يداوي الناس بابوال الإبل والضرب المبرح، وستجد العالم يراوح بين العبقرية والجنون، لعدم توفر البيئة التي يستطيع إن يبدع فيها في مجال اختصاصه، وستجد الكاتب بيزنطي لا يفقه في أصول الكتابة شيئا، وستجد الصحفي عبارة عن مخبر ينقل الخبر وفقا لما يتمناه اسياده، وستجد الإعلامي مهرج لا تتعدى كلماته عتبة بابه، وستجد غالبية الشعب سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب ربك لشديد.