في هذا التاريخ رحل الميجر (داي مورغان) آخر جندي بريطاني بعد أن طوى علم بريطانيا العظمى من عدن معلناً فصلا جديداً من تاريخ الجنوب.
30 نوفمبر يوم استقلال الجنوب العربي من الاحتلال البريطاني بعد أن سلمت بريطانيا الحكم للجبهة القومية انتقاماً من عبدالناصر وجبهة تحرير الجنوب العربي.
كان شعب الجنوب حينها يعيش حالة فرح عارمة باستقلاله معبرا عنها بإقامة الاحتفالات وتبادل التهاني بمناسبة العهد الجمهوري الجديد! لكن تلك الفرحة لم تستمر طويلا لأن رفاق السلاح بدأوا بالتخلص من بعضهم البعض بعد أن إصابتهم لعنة التصفيات التي رافقت الحرب الأهلية في عدن.
30 نوفمبر كاد يكون علامة فارقة في تاريخ الجنوب لولا أن تسلط القومجيين من دعاة القومية العربية الذين سارعوا إلى يمننة الجنوب عند استلامهم الحكم مباشرة.
هذه الدعوة القومجية التي انتهت بالجنوب العربي في باب اليمن ليصبح جزاءً من الجمهورية اليمنية في 22 مايو 90!.
30 نوفمبر كاد يكون عيدا للجنوب وشعبه لولا بغاة الاشتراكي وبيعهم الجمل بما حمل للشمال.
30 نوفمبر أصبح مجرد ذكرى أليمة لشعب الجنوب الذي (استبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير)! وبعد أن كانت عدن درة الشرق الأوسط حولها الحزب الاشتراكي بعد حكمه لها 23 سنة إلى سلعة رخيصة للبيع بالثمن البخس، في صفقة اسموها (الوحدة اليمنية).
30 نوفمبر يوم سقط سهواً من تاريخ الجنوب، ولازال شعب الجنوب يبحث عنه في أكوام القش التي تعاقبت على حكم اليمن من زمن عفاش إلى حكومة اللقاء المشترك إلى عبدربه منصور والحوثي وحكم حزب الإصلاح المسيطر حاليا على الشرعية.
لكنه سيبقى ذكرى جميلة تحيي فينا روح الاستقلال والحرية.
عبدالله سعيد القروة
29نوفمبر2021م