عندما كان المهندس احمد الميسري في فترة من فترات النضال السلمي الجنوبي يتحدث باسم النضال الجنوبي وقضيته ، بغض النظر أن كان حينها يعبر عن قناعة منه أو يكون مأمورا من نظام صالح في اختراق الحراك الجنوبي ، إلا أننا كنا نرى منه أنه يمثل مشروع سياسي جنوبي مثله مثل جميع الذين كانوا يتحدثوا باسم النضال الجنوبي وقضيته ، وهو استعادة دولة الجنوب ، قبل أن يظهروا على حقيقتهم ، لكنه و من بعد حرب 2015 التي تم فيها طرد الحوثيين والعفافيش من الجنوب سرعان ما أنضم الميسري إلى تمثيل المشروع السياسي الإخواني المعادي للجنوب ، وكان هو وبن دغر أول الرجال المكلفين بالقضاء على المجلس الانتقالي الجنوبي وقوات المقاومة الجنوبية ، ومحاولة السيطرة على العاصمة الجنوبية عدن ، سيطرة إخوانية.
بهذا الظهور الحقيقي للميسري، وما كان يهدف إليه مستغلا مناصبه في ماتسمى الشرعية اليمنية من محاولة خلقه صراع جنوبي جنوبي، زال عنه صدق التكلم باسم المشروع السياسي الجنوبي وأصبح الرجل منبوذا شعبيا في الجنوب. عندما فشل الميسري في مهمة انتزاع السيطرة على العاصمة عدن من أيدي الانتقالي الجنوبي ولم يعد شخص مهم يعول عليه في عيون الشرعية الإخوانية، تم الاستغناء عنه من قبل تلك الشرعية نهائيا. استياء الميسري من ذلك الاستغناء عبر عنه في لقاءات عديدة.
قناة الجزيرة وخلال لقآئين للميسري معها بعد الاستغناء الإخواني عنه، تكون قد فشلت في محاولتها إعادة صناعة الرجل من جديد، حيث ومن خلال ردود ووعود ووعيد وشماتة الميسري في اللقآئين، ظهر الرجل متجردا من تمثيله أي مشروع سياسي على مستوى كل اليمن شمالا وجنوبا تمنحه الأهمية السياسية والعسكرية، حيث أبدى الميسري كراهية وعدم اعتراف بالجميع، مهاجما الكل، الحوثيين والانتقالي الجنوبي وشرعية هادي و دول التحالف العربي كالسعودية والإمارات، بل أنه قد اتهم جميع دول العالم أنهم ضد اليمن.
من الناحية السياسية يعتبر عدم اعتراف الميسري ذاك بالقوى الموجودة على ساحة الصراع السياسي والعسكري اليمني ، سواء المعادي لها ، أو التي استغنت عنه ، وما بدر منه من تذمر لدول التحالف وكل دول العالم ، يعد الميسري فاقدا في تمثيله أي مشروع سياسي ، لأنه وبالمنطق فأن السياسي أو القائد أذا كان فعلا لديه مشروع سياسي شعبي يمثله ويريد تحقيق أهدافه ومبادئه لكان ولو حتى من باب السياسة يحاول جذب حلفاء إقليمين ودوليين يدعمون مشروعه في مجلس الأمن ومنظمة الأمم المتحدة ، وهذا قد اختفى في لقاءات الميسري مع قناة الجزيرة ، رغم أن الجزيرة تتبع الجماعات الإخوانية .
فقدان الميسري في تمثيله المشروع السياسي الشعبي الحقيقي جعله يهذي إعلاميا بما يريد قوله وما لايريد قوله.
الاتجاه الشعبي الجنوبي وفي متابعته مقابلات الميسري ولو كانت من باب متابعة الأخبار فقط، لم تعد لها أي أهمية عنده ، وذلك للمعرفة المتقدمة أن الميسري في تلك اللقاءات وفي أي لقاءات أخرى لايستطيع أن يترجم مايقوله حقيقة على أرض الواقع ، لقد أضحى الرجل يفتقد القوة الشعبية والعسكرية والسياسية والحليف القوي. الميسري لم يعد سوى كأس وانكسر، غير ممكن إصلاحه مرة أخرى وإعادة استخدامه من جديد.