علي عبدالله صالح أو كما يسمى عفاش ... كما عرفته عن قرب

2021-11-17 14:32

 

 

أول لقاء لي مع علي عبدالله صالح ، كان بعد الوحدة عام 1992 ، وبالضبط بعد إتفاقية الحدود بين اليمن وعمان .

 

فبعد توقيع ترسيم الحدود في 12 يونيو 1992 ، عقد صالح مؤتمرا صحفيا حضره لفيف من الصحفيين والإعلاميين العرب ، كان صالح يتباكى على الوضع العربي بعد أحداث الخليج 1990- 1991 والذي كان نظامه جزءا من تأجيج الفتن آنذاك .

 

ذرف دموع التماسيح ، وهو يتحدث عن أحوال الأمة العربية في تلك الفترة .

 

كان الصراع بينه وبين نائبه الذي أعتكف في عدن قد بدأ ، بعد الإغتيالات السياسية التي أرتكبت بحق القيادات الجنوبية في صنعاء .

 

كان في هذا المؤتمر الصحفي ينفي بأن هناك خلافا بينه وبين نائبه علي سالم البيض ، وكان يتحدث عن الإغتيالات السياسية التي حدثت في صنعاء بأنها ثارات قبلية ، منذ أيام حكم الإشتراكي في الجنوب كما كان يدعي .

 

وفي لقاء جمعنا مع صالح بعد المؤتمر تحدث عن أخطأ دول الخليج في جلب القوات الأجنبية للمنطقة ، متناسيا إحتلال الكويت والمتسبب في هذه الكارثة .

 

وبعد هذا المؤتمر التقيت بصالح عدة مرات في 1994 و 1996 ، وتحدث  بعض الأخوة حول تكريمه لنا بوسام الوحدة يوم 30 نوفمبر 1996 في عدن .

 

ولكنه كرم كل رؤساءكم وقياداتكم الجنوبية بهذا الوسام ، علما بأنني لم أكن يوما طالبا لهذا الوسام ، بقدر ما كان الوسام تكريما  لمؤلفاتي التاريخية والوحدوية عن اليمن ، والتكريم بأسم الشعب اليمني الذي يمثله آنذاك الرئيس صالح .

 

ومن خلال لقاءاتي مع صالح لم أكن أرتاح من أحاديثه، فقد كان يكره أبناء الشعب اليمني، ويكره الخير لليمن شمالا وجنوبا، ولم يكن يوما رجل وحدة ولا محبا للجنوبيين حتى يتوحد معهم ، ولكن الوحدة جاءته على طبق من ذهب .

 

هذا ما خرجت به من لقاءاتي العديدة مع صالح، وما أثبتته فعلا أحداث 2014 بعد تحالفه مع ميليشيات الحوثي الإيرانية .

 

ولست من المحبين للقاءات الرؤساء والتصوير معهم ، فأنا كاتب وباحث كرست حياتي لهذا العمل ، ولكنها عملية بروتوكولية يفرضها واقع العمل الإعلامي .

 

كما أن دراساتي عن اليمن ووحدته ، كانت في فترة إمتداد الفكر القومي والوحدوي في المنطقة ، ومحاولة تطبيق نظريات تعليمنا الجامعي .

 

أتمنى أن أكون وضحت كل يريده القارئ العزيز حول علاقتي باليمن ، التي أمتدت من 1986 - 2003 وهي فترة أعتز بها ، ولا تخلو من السلبيات والإيجابيات بكل تأكيد .

 

 

د. خالد القاسمي