بإعتبار ان الجماهير قد حسمت خيارها بمليونياتها المتتالية والمتتابعة فإن السؤال الهام والاهم ما الذي يتوجب على الساسة والنخب المثقفة فعله ؟والقيام به لترجمة المجهود الثوري والغضب الشعبي الى عمل سياسي منظم ومنضبط مواكب للفعل الثوري ومنبثقا منه لتسريع الخطى وتقريب يوم الخلاص الوطني.
بأعتقادي ان الاولوية في المرحلة الراهنة تكمن في ترتيب البيت الداخلي
وتعزيز الوحدة الداخلية وتقويتها وذلك من خلال جلوس كل المكونات الثورية
على طاولة حوار جاد ومسؤول وفق الية محددة وسقف زمني محدد ومبادئ يتفق
عليها تكون بمثابة المرجعية للحوار تتمخض عنه ايجاد وعاء سياسي حاضن او
صيغة سياسية لمختلف القوى الثورية تملأ الفراغ السياسي الذي يعقب كل انتصار تحققه الجماهير وتقطع الطريق امام من يريد العبث بثورتنا والمتاجرة بدماء الشهداء من خلال رسم استراتيجية زمنية لثورتنا ووضع التصورات والبرامج التصعيدية وفق خطط مدروسه وممنهجة.
لقد آن الاوان للجميع ان يلتفت الى الغضب النبيل المنبعث من ثنايا الساحات وفهم رسائله جيدا قبل ان يتحول الى اعصار لا يبق ولا يذر.
وهذا ما يجب ان يعيه من لا زال يراهن على التبعثر السياسي لتمرير مشاريعه
الدونية معتمدا على تعطيل جهود التقارب والتماسك وزرع الشقاق والفرقة بين
الثوار ورفقاء النضال.
فهل يفهم الكل الغضب الشعبي واستفزاز الثوار.
من لم يفهم يبحث في اسفار التاريخ عن ذلك وسوف يجد الجواب الشافي قبل ان يجد نفسه مرميا على قارعة الطريق.