كشف نادي القضاة الجنوبي عن فساد مهول في الجهاز القضائي والعدلي اليمني او ما يعرف بالسلطة الثالثة، مطالبا باتخاذ اجراءات صارمة لاحداث تغيير حقيقي في هذا الجهاز الهام، يفضي الي اصلاح المنظومة القضائية برمتها، وانتشالها من واقعها المزري الذي يعوق عملها، وتحقيق العدل في حياة الناس.
ويعتبر الفساد المنكشف داخل السلطة القضائية بمثابة مسمار جديد يدق في نعش السلطة الشرعية التي تتفنن في خذلان الشعب، وخداعه، على مدى سبع سنوات ماضية، وهي السنوات التي دخلت فيها البلد بحرب طاحنة، بينما اتخذتها السلطة الشرعية التي تعيش في المنفى، فرصة سانحة لممارسة الفساد في ظل تعطيل الاجهزة الرقابية، والضبطية، بفعل فاعل، ليتسنى لها ممارسة الفساد، دون حسيب، او رقيب.
اكثر من خمسة مليار ريال تم سحبها من البنك المركزي بواسطة النائب العام كنفقات غير مبوبة، وخلال سبعة اشهر تقريبا، علما بان النائب العام الجديد احمد الموساي يمارس مهامه من مدينة سيئون في وادي حضرموت، وليس من العاصمة عدن، واعتبر نادي القضاة الجنوبي عمليات السحب المالي بهذه الصورة نوعا من انواع الفساد، والعبث، بالمال العام.
ومن ناحية اخرى هناك ايضا عمليات فساد اخرى داخل الجهاز القضائي، حيث يقوم رئيس المحكمة العليا القاضي حمود الهتار، بسحب ملايين الريالات من البنك المركزي بصورة عشوائية وغير مبوبة، كما يقوم بشراء السيارات بالملايين، وتوزيعها على الاقارب في وضع استثنائي تعيشه البلد، انقطعت فيه رواتب فئات كثيرة من الموظفين، والمتقاعدين، ولشهور عديدة.
لم تعد سلطة هادي واولاده تخجل من الفضائح التي تتكشف كل يوم، في اجهزة حكومية عديدة، باتت تمارس الفساد بطرق فاضحة، لم تعد بحاجة لعناء كبير لاكتشافها، والتحقق منها، كما بات البنك المركزي هو الداعم الكبير لهذا الفساد، حيث تتم العمليات الافسادية عبره ومن خلاله بتوجيهات سرية من الرئاسة، وسلطة المنفى.
لا انتصار مع الفساد والافساد، اذ لا يمكن للسلطة الفاسدة ان تحقق اية انتصارات في معاركها العسكرية، بينما هي تمارس فساد مكشوف، ومنفضح، في مؤسسات الدولة المختلفة، وعلى مستوى الهيئات العليا في الرئاسة، والحكومة، وتعمل على نهب ثروات البلد، وايراداتها المالية، وتعمل من خلالها على سحب العملة الصعبة من الاسواق، لخلق ازمات اقتصادية، ومعيشية كبيرة، تستهدف المواطن المرهق، والمثقل، ولا تلقي بالا لما قد يلحق بالشعب، والبلد من كوارث.
يصر هادي على ان يظل رئيسا للابد، فهو يدافع عن ذلك الهدف بكل استماته، غير مدرك للمخاطر التي تترتب على بقائه كرئيس صوري غير قادر على العودة لبلاده، او تحقيق انتصار في الحرب، او معالجة الازمات المتفاقمة في المناطق المحررة، رغم الدعم الاقليمي، والدولي الذي يلقاه، ولم يسبقه اليه اي رئيس يمني من قبل.
لقد قرأت قبل ايام قلائل مقالا لرئيس مجلس الشورى احمد عبيد بن دغر، يتوسل فيه جماعة الحوثي، ويتودد اليها بايقاف الحرب، والتوجه صوب الحوار، وتحقيق السلام، وهو موقف جديد من السلطة الشرعية يكشف عن عجزها التام عن تغيير موازين المعركة، او تحقيق اية انتصارات لم تعد قادرة على تحقيقها، بفعل نومها العميق في الفنادق المكيفة، وبسبب فسادها الكبير الذي طال الجيش، والاسلحة، والمؤمن، ولم يوفر شيئا الا طاله، في ظل غياب الرقابة من قبل التحالف الذي يبدو انه بات مؤيدا، ومشجعا، ومحتظنا، لسلطة فاسدة، وفاشلة، وفاقدة الشرعية، بدت في مقال بن دغر منهزمة تماما، وغير قادرة على احداث اية تغيير للخروج من واقعها المزري، الذي تسبب بخذلان كبير للشعب، وقد يقود لسقوطها، وتلاشيها، في قادم الايام.
ومن هنا فان كل الشواهد تقول ان الحوثي يستميت في اسقاط مارب، ويحقق انتصارات في سبيل هدفه، بينما السلطة المنفية تتحلل، وتتاكل، يوما عن يوم، وفوق ذلك يبدو اهتمامها بخوض حرب مع الجنوبين مقدم على حربها مع الحوثي، مع ان الجنوبين يطالبوها بالعودة الي العاصمة عدن للعمل منها، وتجنيب البلد حروبا كثيرة.