مثلما يتم مداهمة اوكار الخلاياء النائمة، والمشتبهين، والمجرمين، والارهابين، فليتم مداهمة اوكار الفاسدين ايضا، فالفساد جريمة كبيرة لا تقل خطورة عن بقية الجرائم الاخرى ان لم تكن اخطر منها.
في ظل تراخي السلطات، انتشر الفساد بصورة كبيرة دون حسيب او رقيب، وتعطلت اجهزة الرقابة، كالجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة، الذي اخبرني موظف كبير فيه انه لم يعد يقوم بدوره الرقابي كما كان، او هيئة مكافحة الفساد التي تعطل عملها من يوم ميلادها، ولم تستطع تقديم اية فاسد للمحاكمة منذ سنوات.
ففي موازاة تعطل احهزة الرقابة، وفساد قيادة الشرعية، وحكومتها، تحول الفساد الي غول كبير التهم القوانين، والنظم، واصبح هو المتحكم بكل شي في المؤسسات، والهيئات الحكومية، فضلا عن الجيش، والأمن، وبقية الجهات الأخرى، التي وجدت في هذا الجو الفاسد، فرصة لممارسة الفساد من خلال تشكيل نقاط الجباية، او السيطرة على موارد الدولة بالقوة، في صورة تشي بالاحباط الكبير من امكان اقامة دولة في القريب المنظور.
على الاجهزة الأمنية مداهمة اوكار الفاسدين، واعتقالهم، وتقديمهم للمحاكمات، اذا اردنا المضي في الطريق الصحيح لبناء الدولة، فالفساد هو العدو الاكبر لهذا البلد، والمعيق الكبير والضخم للتطور والنموء.
لا دولة في ظل الفساد، ولا استقرار، وتنمية، في ظل تزايد اعداد المفسدين،ولا مستقبل لنا اذا استسلمنا للفساد، وتأقلمنا معه، او تكيفنا مع سلوكه المدمر.
باسم فضل الشعبي