المتتبع لمسار الحرب في اليمن منذ 26 مارس 2015 وحتى اليوم يشاهد بكل بصيرة إنحراف الحرب عن مسارها الصحيح
فبعد أن تم تحقيق إنتصارات كبيرة من شمال شرقي اليمن في مأرب والجوف وصولا إلى فرضة نهم بالقرب من صنعاء ، ومن غرب اليمن في تهامة تصل القوات المشتركة إلى مشارف ميناء الحديدة
وفجأة تسقط في السنوات الأخيرة جبهات الشمال الشرقي وينسحب منها جيش الشرعية لتسقط كل الجبهات بل تسلم هدية لميليشيات الحوثي الإيرانية
وتتحول حرب الشرعية جنوبا لتشتبك مع القوات الجنوبية في أبين ، وتنشغل ميليشيا الحوثي مع القوات الجنوبية في الضالع
السؤال ما هو الهدف وما هو الثمن لهذا التحول وكيف ستكون النتائج على العملية السياسية في اليمن
من وجهة نظري المتواضعة والبسيطة أن هدف تسليم جبهات الشمال لميليشيا الحوثي الإيرانية هناك تفاهمات سرية بين الشرعية والحوثي بأن يصبح الشمال اليمني تحت سيطرته
وفي الوقت نفسه تعاون إرهابي بين الحوثي وقوات الشرعية لإنهاك القوات الجنوبية ، ودخول كل هذه القوات الإرهابية عدن لتصبح عدن صومال جديدة تحت حكم الميليشيات المسلحة
أما العملية السياسية فهي في الوقت الحالي أبعد ما تكون قريبة من طاولة المحادثات
ويقيني أن التحالف يدرك هذا المسار وهذه الخدعة
فالجنوب اليوم أصبح تحت سيطرة أبناءه ، والتفاوض يجب أن يتم بالضغط على الحوثي لإستيعاب الشماليين الذين خرجوا فترة عاصفة الحزم وسيعودون بخفي حنين
أما الجنوب أبعدوه عن تفاوضكم فقد عادت الجوهرة إلى حضن أبنائها الكرام بعد أن تم إختطافها طيلة 30 عام " قضي الأمر الذي فيه تستفتيان " صدق الله العظيم
د. خالد القاسمي