ذات يوم كنّا نحذر من تسمين القوات في مأرب، وتحركها باتجاه شبوة كان متوقع، وقد تسارعت الأحداث هناك منذ اللحظة الأولى لتشكيل قوات جنوبية بالقرب من حقول النفط ومواقع الشركات، الباقي مجرد تفاصيل وأغلفة وشعارات رنانة..!
بنفس القياس والميزان، الجميع يحذر من تكدس القوات وخمولها الغريب في وادي حضرموت، ولكنها ستتحرك وتستفيق عندما يتم الاقتراب من حقول نفط حضرموت او ميناء التصدير..!
من يعتقد ان هذه القوات تأتمر لهادي فهو واهم، هي قوات تأتيها مخصصاتها من داخل وخارج حدود الدولة، عبر سماسرة النفط، تتحكم الشركات التي تملك عقود طويلة الأجل بالمشهد في هذه المناطق، وعبر استخباراتها تضمن عدم المساس بمصالحها..!
القاعدة وداعش وكل جماعات الإرهاب، لا يقتربون من هذه المواقع، الحوثي هو الآخر مرّ بجانب الحقول النفطية في شبوة وكأنه لا يراها..!
هل تعتقدون ان سفراء ووزراء وامراء الدول يجتمعون مع عيدروس الزبيدي لمناقشة حالات الطقس والتغيرات المناخية في الجنوب..؟
الآن تستطيعون تصور حجم الملفات التي تتم مناقشتها وصعوبتها وترابطها وتشابكها وتداخلها..!
بعض تلك الدول تحتضن الحوثي وتؤمِن له الغطاء السياسي والدعم الدبلوماسي ليتمكن من الإستمرار، وهي من تسارع للدفاع عنه واخراجه من اي ورطة، وقد حدث مؤخراً عندما تم رفع اسم الجماعة من قائمة الإرهاب..!
نحن امام طبقات من الفساد، بعضها فوق بعض، سوق نخاسة ملوث، وكل نخاس يعرض بضاعته للمشتري، والمشتري نجس ولئيم وخبيث ومتربص بكل المشاريع الواعدة للنهوض بالمنطقة..!
هي معركة صعبة يجب أن ننتصر فيها، بالصبر والدبلوماسية والسياسة، وبكل تأكيد بالحفاظ على الأرض التي بقبضة ابطالنا..!
وبالله الحول والقول...
✍ محمد حبتور