إذا أراد الإصلاح أن يحافظ على حضوره ويحفظ ماء وجهه عليه أن يسحب كامل قواته من الجنوب باتجاه مأرب حيث تدور هناك معركة مصيرية بالنسبة للشرعية والإصلاح.
ست سنوات مرت لم يستطع الجيش الوطني، الذي يسيطر عليه حزب الإصلاح، تحقيق أي انتصار في مأرب، بل على العكس تحول موقفه من الهجوم إلى الدفاع في مواجهة إصرار عنيد من قبل الحوثيين لدخول مأرب والسيطرة عليها.
أين هي ثروات مأرب من النفط والغاز وعائداتها المالية التي لا تورد للبنك المركزي في عدن؟ لماذا لا تصرف منها رواتب للجنود ويجهز بها الجيش الوطني بالعتاد والسلاح؟
حزب الإصلاح هو المسؤول الأول عن هذه الموارد والإيرادات، كونه يدير المحافظة ويسيطر على كامل مصالحها وإداراتها.
هناك معلومات تؤكد أن هذه الإيرادات يتم تقاسمها بين النافذين داخل حزب الإصلاح والسلطة الشرعية ولم تسلم من ذلك رواتب الجنود في الجيش الوطني التي يقدمها التحالف، ناهيك عن المعدات العسكرية والأسلحة التي قدمها التحالف لجبهات مأرب وظهرت في صنعاء بقدرة قادر.
لا يمكن أن تكون هناك انتصارات مع فساد ولا مقاومة مع نهب واحتيال.
إن من يدافع عن مأرب اليوم هم القبائل وبأسلحتهم الشخصية وهم من يرجح الكفة في مواجهة الحوثيين، أما الجيش الوطني لم يعد قادرا على الصمود بمفرده لأسباب كثيرة أبرزها الخذلان والاحتيال والنصب الذي تتعرض له مستحقاته واسلحته ويقال بان الكثير من عناصر الجيش عادوا إلى منازلهم في وقت سابق.
لا نريد أن نثبط المعنويات، فمعنويات المقاتلين ينبغي أن تبقى مرتفعة وقوية ولكن علينا أن نبحث عن الخلل الذي يكاد أن يهزم الجميع ومن يقف خلفه لأن معرفة السبب ومعالجته سوف يؤدي بالضرورة لمعالجة النتائج وإصلاح الأوضاع بمجملها، وأعتقد أن حزب الإصلاح يتحمل المسؤولية الكبيرة عن الإخفاق والتراجع الذي حدث.
ومن هنا يمكننا أن نقول إن معركة الإصلاح هي في مأرب وعليه أن يثبت حضوره هناك فهي معركة مصيرية بالنسبة له وما تبقى من الشرعية المهترئة، أما الجنوب فإن أبناءه استعادوا زمام المبادرة وقادرون على حمايته سواء من أطماع الإصلاح أو من تهورات الحوثيين ونزعاتهم الاستحواذية والعصبوية.
والدعوة لأبناء الجنوب وفي المقدمة المجلس الانتقالي تظل قائمة بإعداد أنفسهم لاي سيناريوهات عسكرية قادمة، فما سيحدث في مأرب سينعكس على الجنوب بالضرورة سواء سقطت مارب أم لم تسقط، فالطرفان جميعهما عيونهما على الجنوب، وكلما تقوت شوكتهما يدفعهما ذلك لفتح حروب جديدة للعودة للجنوب مجددا.
من يفهم الإصلاح ويقول له إن معركته المصيرية والحقيقية في مأرب وليست في الجنوب..
عليه أن يفهم ذلك ويقوم بسحب قواته لرفد الجيش الوطني في صرواح وغيرها من مناطق الصراع، أما في الجنوب فإن المعطيات تغيرت ولم تعد قابلة للكسر أو الهزيمة، وقريبا سيكون الجنوب كاملا في يد أبنائه.
ولو أن الإصلاح أحسن التعامل مع القبائل والجيش الوطني لما احتاج لمقاتلين من الجنوب لحماية مأرب، ولكن هناك خلل وخلل كبير حدث ويحدث ينبغي تفاديه بصورة سريعة قبل أن تنكسر المقاومة ويجد الحوثيون أنفسهم في مأرب.
* من صفحة الكاتب على الفيسبوك