هناك جملة من الحقائق علينا وضعها في عين الاعتبار عند تقييم علاقتنا بالسعودية:
الأولى : أن السعودية تدخلت في اليمن ليس من أجل الشرعية ولا من اجل وحدة او انفصال او تحسين معيشة الناس وإنما من اجل منع اليمن من السقوط تحت النفوذ الايراني الذي الذي أصبح يحيطها ويهددها من أكثر من اتجاه.
الثانية: ان نظام الحكم في السعودية غير انظمة دول الخليج الأخرى نظام تقليدي غير فاعل ومليئ بالاخطاء والفشل والفساد، ولذلك علينا الا نتوقع منها محاربة فساد وفشل حكومتنا ففاقد الشيء لا يعطية.
الثالثة: ان السعودية وكما هو الحال مع معظم بلدان العالم لاتود ان ترى أي من جيرانها أقوى منها، ولذلك من مصلحتها ان يظل اليمن ضعيفا وان ينقسم الى دولتين او حتى الى عشرين دولة، لكنها لن تستطيع ان تتبنى تلك السياسة بشكل علني.
الرابعة: إن لدينا مصلحة مشتركة مع السعودية وهي مقاومة المشروع الحوثي الإيراني في اليمن، وعلينا ان ندرك انه ما كان بامكاننا طرد الحوثي لولا دعم التحالف، وانه ليس بامكاننا ان نمنعه من العوده دون استمرار دعم التحالف.
الخامسة: ان من مصلحة السعودية ان تظل المناطق الجنوبية والمناطق المحررة بشكل عام بعيدة عن نفوذ الحوثي، وان من مصلحتها أيضا ان يكون لدى تلك المناطق كيانها السياسي والعسكري الذي تثق به، والذي يضمن عدم عودة الحوثي إليها في المستقبل.
السادسة: انه لابد من تصحيح العلاقة مع السعودية وجعلها أكثر فاعلية وخدمة للطرفين، فبقائنا عندها كورقة مضمونه في جيبها تخرجها عندما تريد سيدمرنا، كما ان توتير العلاقة معها وتحويلها إلى علاقة عداء سيدمرنا بصورة مضمونة.