أعتذر البلجيكيون عن فظائع ملكهم "لويبولد" في الكونغو الأفريقية، أعتذر الإيطاليون لليبيين عن جرائم موسوليني الفآشي في ليبيا، الفرنسيون بدورهم عبروا عن بالغ أسفهم للجزائريين وأرسلوا أكثر من 20 جثمان لقادة الثورة الجزائرية مرفقة بإعتذارات إلى الشعب الجزائري، الأتراك في أكثر من مرة عبروا عن شعورهم بالخزي تجاه مذابح الأرمن الدامية، حتى الألمان يدفعون إلى اليوم ثمن جرائم النازية بحق اليهود وتقيم الدولة الألمانية كل عام ذكرى لتخليد هولاء .
طبعا ما ذكرته غيض من فيض وهذا هو ديدن الشعوب المتحضرة، الشعوب التي وصلت لمراحل من الوعي وإحترام بقية الشعوب، الإعتذار عن التأريخ بفظائعه ومآسيه بالتأكيد لا يلغيه ولكن هذا يخفف ويلطف الجروح نوعا ما، لكن .. هل رأيتم شخص واحد سواء من العامة أو النخب المثقفة في الشمال اليمني يقدم إعتذاره للجنوبيين؟ هل قدم الشمال وطيلة 3 عقود منذ توقيع إتفاقية الوحدة في 22 مايو 90 م . أي إعتذار أو أسف للشعب الجنوبي عن الجرائم المرتكبة بحقه ؟
هل أعتذر شمالي واحد عن مذبحة #يوليو_الاسود في صيف 1994م عندما تم إجتياح الجنوب وإحتلاله ودخول عاصمته عدن على متن الدبابات؟ هل أعتذر رجل دين شمالي واحد عن فتوى إمامهم عبد الوهاب الديلمي التي كفرت الجنوبيين وألصقت بهم تهم الردة والإلحاد وحللت سفك دماء الأطفال والنساء منهم تحت غطاء " درء مفسدة أكبر بمفسدة أصغر" ؟، هل أعتذر سياسي شمالي واحد عن فظائع زعيمهم صالح الذي قال يوما أن البحر وجيبوتي هي الملاذ الوحيد لقادة الجنوب الذين دخلوا معه بشراكة وطنية فاهدر دمائهم ؟
هل فعل أحدهم ذلك حتى الآن أم لا ؟
لا أظن ذلك !
يعقوب السفياني