ظهرت مؤخراً مؤشراتٌ واضحة تُحدّد ملامح المرحلة القادمة وهي تبدو- مع الأسف الشديد- مخيبة للآمال، وتدّل هذه المؤشرات على نية إخوانية – حوثية مشتركة في إفشال اتفاق الرياض، وحكومة المناصفة، وهذه النية ليست أمراً جديداً ويعرفها القاصي والداني، لكن الجديد هي الأساليب المُتبعة من قبل الطرفين، وبينما تتميّز الجماعة الحوثية باتباع أساليب أكثر ضوضاء وصدى- مثل الهجوم على مطار عدن، تأتي أساليب الجماعة الإخوانية في مستويات أمنية وسياسية واقتصادية أقل ضوضاء، ولكنّها أكثر خطراً.
ويُمكن تلخيص هذه المؤشرات في الآتي:
1-عودة النشاط المحموم لخلايا الإرهاب بعدن، عبواتٌ ناسفة، قنابل صوتيةٌ، محاولات اغتيال لقيادات أمنية، أعيرة نارية تُطلق بكثافة في أوقاتٍ متأخرة من الليل وبالتزامن مع حفلات الزفاف لإقلاق الآمنين، كل هذا يأتي بشكلٍ مفاجئ وبعد فترةٍ من الاستقرار شهدتها عدن،
2-الانهيار السريع للريال اليمني، بعد التحسن الكبير الذي شهده بالتزامن مع وصول حكومة المناصفة لعدن، والذي وصل إلى أكثر من 30% من قيمة الريال أمام العملات الأجنبية، ليعود اليوم إلى مستويات انحداره وهبوطه القياسية، مُنذراً بتحوله لورقة ضغط- كما اُستعمل سابقاً.
" ما يفعله الإخوان المُسلمين أكثرُ خطراً من قصف مطار عدن، ويأتي في مستويات أمنية وسياسية واقتصادية خطيرة"
3-أزمة مرتبات منتسبي القطاع العسكري من أبناء الجنوب، والتعنّت غير المُبرر من قبل البنك المركزي والجهات المسؤولة في صرفها، وربط عدم صرف هذه المرتبات بانهيار الريال وهذا عذرٌ أقبح من ذنب ولا يوجد له أي مبررات لا اقتصادية ولا أخلاقية، أن تمنع عن الناس أقواتهم بحجة الحفاظ عليهم وحمايتهم، بالتأكيد أزمة المرتبات مُفتعلة كحال أزمة انهيار الريال.
4-القرارات الأحادية الجانب التي أصدرها الرئيس عبد ربه منصور هادي، والتي تضمنّت تعيين مشبوهين وعناصر تأزيم معروفة في مناصب عالية، مثل أحمد بن دغر الذي أسماه محافظ عدن السابق الشيخ عبد العزيز المفلحي بـ"سارق الماء من أفواه الناس، والضوء من أعينهم"، وأيضاً أحد قادة غزوة "خيبر" التي استهدفت عدن والجنوب، أحمد الموساي، وهو رجلٌ مُقرب للغاية من علي محسن الأحمر وجماعة الإخوان المُسلمين.
5- تحركات سلطات المحافظ الإخواني في شبوة محمد بن عديو، وتبني سياسة "الانجازات الموسمية" التي تأتي في تواقيت لا تخلو من رسائلٍ ورموز، بالإضافة لمحاولات الالتفاف على الشق العسكري من اتفاق الرياض بشبوة عبر دمج وحدات بن معيلي العسكرية بالقوات الخاصة لضمان بقائها، باختصار ما يحدث في شبوة هو المؤشر الأقوى للنية الإخوانية تجاه اتفاق الرياض وحكومة المُناصفة.
من قصف مطار عدن هم الحوثيين، وبالرغم من بشاعة وخطر هذا القصف الإرهابي، فإنَّ حكومة المناصفة تجاوزته بسلام، لكنّ ما يفعله الإخوان المسلمين يفوق في خطره قصف مطار عدن، ويسلق اتفاق الرياض على نار هادئة، والأيام القادمة- وفقاً لهذه المؤشرات- لا تبدو مُبشرة.
كلمات مفتاحية: اتفاق الرياض الإخوان المسلمين الحوثيين عدن الرئيس هادي