التضليل الإعلامي أداة للقهر.

2020-07-08 08:41

 

المكينة الإعلامية التابعة للإخوان المسلمين وكذلك الحوثيين ،ومن خلال ما امتلكته من وسائل إعلام متلفزة والكترونية، وامتلاكها لجيش إلكتروني يستغل المال العام بالصرف عليه باسم الجيش والدولة،إضافة إلى سيطرتهم على وسائل إعلام الدولة في اليمن ،فهي تتبع سياسة التضليل على الرأي العام اليمني والدولي، وتدرك أهمية الإعلام في صناعة العقول، وتستغل حاجات الناس وفقرهم ومآسيهم التي انتجتها الحرب كما تستغل ضعف القوى السياسية الوطنية الاخرى ،والعجز المعرفي لدى العوام من الناس في اكتشاف الحقائق على الواقع ،فهي تسعى بشكل دأوب ودون كسل أو ملل بنشر الأكاذيب وخلق المبررات الواهية لما ترتكبه من جرائم وأفعال بعيدة عن المنطق والعقل وعن مصالح الشعب المستقبلية فمثلا: يدعي الحوثيون بأنهم أبناء الرسول والأحق بالحكم وأنهم يحاربون المرتزقة ويحاربون أمريكا واسرائيل في اليمن ويوجهون مليشياتهم بما سيطروا عليه من أسلحة الدولة نحو قتل اليمنيين ،ونهب ممتلكاتهم وتجويعهم وافقارهم تحت شعارات بعيدة كل البعد عن مصالحهم، كما يدعي الإخوان أنهم يحاربون الإمارات العربية وتواجدها ،وأنها تحتل سقطرة وعدن والحجرية والساخل الغربي ،وهم بهذا الادعاء يحاربون ويقتلون اليمنين ،وينهبون أموالهم ويمارسون أسوء مما يمارسه الحوثيون في تعز وفي المناطق التي يسيطرون عليها، يتركون الحصار المطبق على مدينة تعز من اتجاه الحوبان والحديدة ، ويتركون باتفاق مع الحوثين مصانع الحوبان والربيعي بيد الحوثيين  ويضللون الرأي العام  بأن تحرير الحجرية والساحل الغربي أولي من فك الحصار عن المدينة المحاصرة منذ ست أعوام، يضللون الرأي العام بأن المناطق التي حررها اللواء 35 ،وهي بمساحة مئات المرات التي حررها عشرة ألوية تتبع الأخوان والتي لا تتجاوز مساحة قرية صغيرة من جبل جرة الى الروضة ،بينما يعرف كل المتواجدين في تعز بأن مديرتي المدينة المظفر والقاهرة وأجزاء من صالة ومديرتي صبر مشرعة والموادم حررتها قوات أبو العباس المنطوية تحت اللواء 35 بقيادة الشهيد الحمادي .

 

هكذا يصنع الحوثيون والاخوان المسلمين العقول ،ويضللون الرأي العام وهنا ننقل لكم للأهمية نبذة مما ورد في مقدمة كتاب " المتلاعبون بالعقول"  للمؤلف هربرت .أ. شيللر فيقول :

" إن تضليل عقول البشر على حد قول بوالو فريري" * أداة للقهر " فهو يمثل إحدى الأدوات التي تسعى النخبة من خلالها إلى تطويع الجماهير لأهدافها الخاصة ؛فباستخدام الاساطير التي تفسر وتبرر الشروط السائدة للوجود ،بل وتضفي عليها طابعا خلابا يضمن المظللون التأييد الشعبي لنظام اجتماعي لا يخدم في المدى البعيد المصالح الحقيقية للأغلبية ،وعندمايؤدي التضليل الإعلامي للجماهير دوره بنجاح ،تنتفي الحاجة إلى اتخاذ تدابير اجتماعية بديلة.

 

على أن تضليل الجماهير لا يمثل أول أداة تتبناها النخب الحاكمة من أجل الحفاظ على السيطرة الاجتماعية ؛فالحكام لا يلجأون إلى التضليل الاعلامي -كما يوضح فريري - إلا عندما يبدأ الشعب بالظهور * ، ولو بصورة فجة ، كارادة اجتماعية في مسار العملية التاريخية ،أما ماقبل ذلك فلا وجود للتضليل بالمغنى الدقيق للكلمة ،بل نجد بالاحرى قمعا شاملا ،إذ لا ضرورة هناك لتضليل المضطهدين عندما يكونوا غارقين لآذانهم في بؤس الواقع "

 

*بوالو فريري كاتب برازيلي تربوي ثوري عرف بمؤلفات تعليم الحرية، وتعليم القهر وغيرها.

 

*بداية الشعب بالظهور المقصود معرفة الشعب حقوقه ،وبداية حكمه لنفسه.