لغموض طول اقامة عيدروس الزبيدي والوفد المرافق له في الرياض .. انا وغيري ذهبت بنا الظنون مذاهب مختلفه ..
الان سحب الغموض الكثيفه انقشعت وبقيت ندف داكنه متفرقه لم تحجب حقيقة مفاوضات تقاسم طويله مربحه لاطرافها المختلفه .. لااحــــد مستعجل او جاد لاالاطراف المتفاوضه ولا الوسطاء والمستضيف .. بينما هناك شعب بعشرات الملايين يتجرع عـذاب خلافاتهم ويحترق بنيرانها كــــل دقيقه وكل ثانيه تمضي.
لليمنيين في الشمال والجنوب تاريخ اسود محزن مع التقاسم والمحاصصه مكتوب بالدماء والدموع .. ولبعض الاطراف تاريخ مخزي في النكث بالعهود والتنكر للاتفاقيات .. والاطراف التي تتفاوض الان في الرياض بوجود وسطاء ولم تصل الى نتيجه بعد على اختيار او تحديد الاسماء كيف ستجتمع غدا اوتتفق او تعمل كمنظومه واحده على تنفيذ اهداف وسياسات .. المسأله بينهم قلوب مليانه وليست رمانه كما يقول اهل الشام .
في اوائل سبعينات القرن الماضي وعلى اثر الحرب بين الشمال والجنوب في فبراير 1972تشكلت لجان للوحده .. وتم تعيين عبدالله الخامري ممثل لرئيس الجنوب سالم ربيع علي وعبدالله حمران ممثل لرئيس الشمال القاضي عبدالرحمن الارياني .
عقد اجتماع بين الشمال والجنوب في صنعاء برئاسة الخامري وحمران وبحضور وسطاء هم وزيري خارجية ليبيا والجزائر بوتفليقه والتريكي .. حضر احد الاجتماعات استاذنا صالح الدحان كصحافي شهير وكمساعد للخامري .. طلب الدحان الاذن ليتكلم فتوجه بالكلام إلى وزير خارجية ليبيا قائلاً: لا تصدق هذا الكذاب وهـو يشير الى الخامري .. أنه لا يريد وحدة ولا يحزنون .. ثم التفت إلى الجانب الآخر، وهذا الكذاب أيضاً واشار الى عبدالله خمران .. بهت الجميع ..بينما واصل الدحان مخاطبة الوزير الليبي :: يا أخي : اصرف لي 6 ملايين دولار، وأنا أعمل لك انقلابين، وأوحّد هذا البلد المنكوب، وخرج وهو يصرخ: بطلوا كذب على الناس .
استحضرت الان هــذه الحكايه وقد تأكدت من صحتها من صالح الدحان نفسه رحمه الله بعد ان تحايلت عليه ونبشت ذاكرته عبر لقاء معه نشرته يومها في مجلة بلقيس عام 1996 ان لم تخونني الذاكره .. وعند هــذه المعلومه بالتحديد قلت له ضـروري من الدولارات والملايين حتى نتحرك هههه ..اجاب: بطل صفاط يابيحاني والحقها بسيل من الشتائم اللذيذه ..
قلت : يعني ان ماركس على حق ياشيخ صالح حين قرر ان التاريخ تحركه وتصنعه الماده وليس العكس وان الصراع بين الناس اساسه مادي هنا تنهد الدحان واحسست بالذنب لاني اعرف انه في شبابه تعلق بالفكره الماركسيه وكان محسوب على عبدالله باذيب واليسار الماركسي في عدن قبل الاستقلال وبعد صدمات ولكمات استسلم للقب شيخ الصحافيين الذي منح له وهولقب يتضاد مع الثقافه اليساريه .
كان الدحان على حق حين كذب الخامري وحمران وشكك في جديتهم وطلب ملايين الدولارات من الوسيط العربي .. المثاليات لاوجود لها على الواقع .. فالوسطاء من الاشقاء واموالهم السياسيه حاضرين دوما في كل مراحل صراعاتنا وخلافاتنا
الجديد في مفاوضات الشمال والجنوب اليوم انها لاتجري في صنعاء ولا في عدن وان السته مليون دولار التي طلبها الدحان لتغييرالنظامين وانجاز الوحده تصرف اليوم اضعاقها من خزائن الاشقاءوتذهب لغرض تجميل وجه ناشط او ناشطه او لتمديد حجزفندقي لوزير وحاشيته في الرياض والقاهره وابو ضبي وتركيا .. والجديد ايضا لايتوفر لنا صالح الدحان اخر او شبيه له يقول لهم بحضور الوسطاء ويصرخ في وجوههم : بطـلــو كذب على الناس ولا يبالي .
بــــعــــــــد مخاض عسير قد يتم الاعلان عن ولادة الرياض
(2) لكنه سيخرج مولود كسيح اكثر من سابقه .. نكرر ونعيد :(المسأله بين الاطراف المجتمعه في الرياض قلوب مليانه وليست رمانه ) وتجارب ونتائج التقاسم والمحاصصه سيئه وكارثيه في ظروف افضل وخلافات ابسط فكيف ستكون في ظل خـلافات كبرى عميقه وجوهريه تتعلق بهويه واحده او هويتين او دوله واحده او دولتين او شعب واحد اوشعبين .
اختم هــذه الثرثره بوجهة نظرللصديق العزيز (ازال الجاوي) كتبها قبل اربع سنوات وتوقفت عند مضمونها طويلا وظنوني الان وشكوكي تقودني اليها :
(سنظل نبحث في الشمال عن جهة وحدوية حقيقية لنتوحد معها .. او في الجنوب عن جهة انفصالية حقيقة ننفصل معها .
المشكلة انه لايوجد في الشمال وحدويين وكذلك لايوجد في الجنوب انفصاليين , لذلك سيبقى الحال على ماهو عليه الى ان يدركنا الله باحد الحسنيين : ( وحدة بشرف او انفصال بكرامة) وربما لن ندرك احدهما على المدى المنظور)
هــــكذا يعتقد ازال وربما نكتشف هذه الحقيقة ولو متأخرين .