#حضرموت
عشت في مدينة المكلا ودرست في مدارسها ومعاهدها، تأثرت كثيراً بهذه المدينة، وأخذت من طباع أهلها الكثير..!
حضرموت تستحق الكثير، وأهلها الكرام لا يريدون إلا حقهم، وقد بلغ السيل الزُبى، ولم يعد للصبر متسع عندهم، وهم أهل الصبر والجلد، ولا أحد يستطيع أن يزايد على صبرهم وتحملهم لكل أساليب التهميش والنهب والسلب لثروات أرضهم ومقدراتها..!
اليوم تعاني مدينة المكلا، وهي عاصمة محافظة حضرموت التي ترفد خزينة الدولة بالمليارات منذ سنوات، تعاني هذه المدينة من ضعف الخدمات وتدهور حالها، فلا كهرباء ولا مياه ولا طرقات ولا نظافة، والمدارس والكليات والمشافي وأغلب مرافق المدينة عاجزة عن تأدية دورها، والبعض يعمل بحده الأدنى لتسجيل حضوره فقط لا غير، هذا حال العاصمة، فلكم أن تتصوروا حال المدن والمديريات الأخرى..!
تقف السُلطة عاجزة أمام فساد الشرعية، فالبواخر النفطية لا تتوقف عن التحميل من مؤانئ المدينة، وكل الإيرادات تذهب للعصابات الفاسدة، ثم تترك هذه السُلطة بلا دعم ولا ميزانية تشغيلية، وتتنصل الشرعية عن مسؤولياتها بحجة أن هذه الإيرادات مهمة ومطلوبة لدعم جهات أخرى..!
من حق أبناء حضرموت أن يطالبوا بإدارة محافظتهم والسيطرة على مواردها وإيراداتها، في نهاية الأمر لن تكون بدعة جديدة، فقد سبقتهم مأرب التي ترفض إرسال ريال واحد للبنك المركزي في عدن منذ سنوات، وتدير مواردها وإيراداتها وتتصرف وكأنها دولة مستقلة، فلماذا لا تفعل حضرموت ذلك..؟
خرج اليوم أبناء حضرموت في مدينة المكلا في وقفة احتجاج على تردي الأوضاع، وهم يرفعون شعارات تطالب بالإدارة الذاتية، وهي وقفة ستتبعها خطوات تصعيدية أخرى، فلا ذنب لحضرموت وأبناءها كي يدفعوا ضريبة الفشل والفساد الذي تمارسه الشرعية منذ سنوات، ونتمنى من سُلطة المحافظة أن تتجاوب بإيجابية مع هكذا دعوات، فالحق لهم، ولم يعتدوا ولم يبطشوا
على حقوق الآخرين..!
نتمنى لحضرموت الخير كل الخير، ونتمنى لأهلها أن يعيشوا بعزة وكرامة، وهم أهل العز والجود والكرم...
✍ محمد حبتور