لا أحد يستطيع إنكار دور عاصفة الحزم في كبح جماح الثور الحوثي الهائج القادم من شمال الشمال، تلك العاصفة التي كسّرت قرونه وروضته وأنقذتنا من معايشة حكم سلالي بغيض، وعنصرية طبقية موسومة بوسم ديني مزيف..!
لا اريد ان ادخل في تفاصيل الـ لماذا، ودهاليزها ومتاهاتها، فلا يهمني الآن الا أن خطر ذاك الثور قد زال..!
وبذلك تحقق لنا الإنقاذ، ولن يكون للمشروع الحوثي السلالي أي أمل للعودة للجنوب بإذن الله...
هناك كانت عواطفنا جيّاشة مندفعة متهورة متلهفة متعطشة للإنتقام من الغزاة الجدد، ولم نسمح للموضوعية بموطئ قدم بين أفكارنا، كنّا متعصبين متحيزين للعاطفة وتم إقصاء الموضوعية في الطرح وفي الميول، في تسجيل المواقف واقتراح الحلول...!
أطربتنا تصاريح الشليمي وآل مرعي، وأخذنا نصدق كل ما يقولونه ونستشهد به..!
بالغنا كثيراً وسمحنا لتلك العواطف أن تقنعنا بأن دولة الجنوب أصبحت قاب قوسين أو أدنى..!
لم نسمح لأي صوت أن يشوش أناشيد وتغاريد وأهازيج الإحتفال بإستعادة الدّولة، وكأنها عُمِدت في ملفات الأمم المتحدة..!
خونة أولئك الذين لم يرددوا معنا تلك الأهازيج، عملاء أولئك الذين قالوا لنا تريثوا تمهلوا لا تهرولوا خلف السراب، وكان ردنا لهم أنتم السراب..!
كان لتلك العواطف المتمردة أثر سلبي على بعض مناصري القضية الجنوبية، فبالغوا هم أيضاً بردات أفعالهم، فتحول البعض منهم من مناصر لها إلى معارض معرقل باحث عن كل ما مِن شأنه تشويهها وتشتيتها..!
لا يزال البعض حبيس تلك العواطف، ولا يزال البعض في دوامة الأفعال وردودها، فأصبح المشهد "هم" و "نحن"..!
يجب أن نعيد التموضع، ونتحرر من العاطفة بكل أشكالها، مناطقية أو حزبية أو قبلية...، يجب إعادة تقييم للمشهد والعلاقات والتحالفات، والعمل بواقعية وتعاون واحترام لكل الأطراف والأطياف.
لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يُبنى الوطن بالعاطفة والأحكام المسبقة و سوء الظن، وإن قام ذاك الوطن فلن يكون إلا كأعرج على حافة هاوية..!
لا تسمحوا للعاطفة أن تقتلنا وتقتل أحلامنا، وأفسحوا للموضوعية المتجردة مجال وموطئ قدم بين أفكاركم، و تَعَالَوا إِلى كَلِمة سَوَاءٍ بينَنَا وَبَينَكُم...
#لدينا_حلم