ذُمُّ الكهرباء وهي بريئة، ولا عيب فيها، وإنما العيب في القائمين عليها ممن لا يحسون بمعاناة الناس في صيف عدن القائظ الذي يشوي الأجساد ويقضي على حياة كثير من مرضى القلب وضيق التنفس، خاصة في هذا الزمن الكوروني الذي يحصد حياة كثيرين، وكيف للقائمين عليها أن يحسوا بمثل هذه المعاناة وهم يعيشون في أجواء باردة وعلى مولدات خاصة، لا تتوقف عن العمل ليل نهار، وغرف بيوتهم مكيفة باردة ولا تتصبب من أجسادهم قطرة عرق.
لهذا.. أضم صوتي مع من يقول بحرمان المسئولين الكبار في الكهرباء ومؤسسات الدولة من المولدات الخاصة، وسحبها فوراً، فمثل هذا الاجراء سيرغمهم إلى التحرك السريع والاحساس بالمسئولية، إن بقي لديهم شيء من الإحساس، لانتشال أوضاع الكهرباء لأن معاناتهم ستكون جزءاً من معاناة الناس من حولهم.
لا بد من اجراءات حازمة لمحاربة رموز الفساد، فبدون عقاب وثواب ستستمر المعاناة في الكهرباء وفي غيرها، وكأنك يا بو زيد ما غزيت.. فالإدارة الذاتية التي أعلنها المجلس الانتقالي لن تسيِّر الأمور (ذاتيا) من تلقاء نفسها، والقرارات لا تكفي بدون فعل حقيقي على الأرض وحساب وعقاب إذا ما أردنا النجاح في تحقيق أهداف الإدارة الذاتية التي استبشر المواطنون خيراً فور إعلانها، لكن ما ينبغي أن ندركه أن التغيير لا يمكن أن يكون بنفس الأدوات الفاسدة لأن ذلك يتعارض مع مصالحها وهو ما نراه عملياً في تفاقم المعاناة دون أفق يلوح للحل..
أشهد، كشاهد عيان ومستقر في عدن منذ سبعينات القرن الماضي ، أن الكهرباء فيها لم تشهد مرحلة أسوأ مما هي عليه الآن، حتى في أصعب الأحداث والتقلبات السياسية، ولا حتى في أيام الغزو الحوثي الأخير عام 2015م.. فهل العيب بالكهرباء أيها القائمون عليها، أم العيب فيكم وعليكم إصلاح دواخلكم والاستشعار بمسئولياتكم لتصلح خطوط الإنارة..
ولأن الشيء بالشيء يذكر، أورد ما قاله الإمام الشافعي مع شيء من التحوير والإضافة لتليق بحالة كهرباء عدن اليوم:
نَعِيبُ (الكهرباء)وَالعَيْبُ فِينَا
وَمَا (للكهرباء)عَيْبٌ سِوَانَا
(ولو نطقت لقالت بصوت عالٍ)
(كل العيب في القائم علينا)
كتبه والعرق يتصبب من صلعته ويسيل فوق جسده
المواطن العدني:
علي صالح الخلاقي