بعد ان اظهر الاخوان المسلمون في مصر مكيافيلية صارخة وبعد ان فقدوا الكثير من مصداقيتهم بسبب تبني شعارات براقة فضفاضة تلهب المشاعر وتربط برامجهم وخطط السياسية بالسير العطرة لاجيال المسلمين الاولى في استغلال فاضح لمشاعر التدين الفطرية للبسطاء بل للغالبية العظمى من الناس وبعد ان عجزوا في كثير من الاحيان في الامتحان الاهم وهو امتحان المصداقية بسبب ضعف الاداء والتخبط،
هاهو التجمع اليمني للاصلاح وهو فرع الاخوان المسلمين في اليمن الذي دخل في تحالف غريب مع القوى القبلية لانشاء دولة اسلامية زادوا عليها مؤخراً بانها ستكون دولة مدنية بحسب رؤيتهم المقدمة لمؤتمر الحوار اليمني، اقول هاهو هذا التجمع "الاصلاحي" يتخبط في تناقض غريب مع كل ادبياته وتوجهاته ورؤاه.
حادثة قتل الشابين الشهيدين حسن امان وخالد الخطيب رحمهما الله على ايدي حراسات الشيخ العواضي وهو القيادي الاسلامي والقبلي البارز وعضو مؤتمر الحوار الوطني صاحب اللحية البيضاء اظهرت مدى الهوة العميقة مابين الشعارات المرفوعة لاغراض سياسية من دولة مدنية ودولة قانون ودولة تطبق الشريعة كما طبقها الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام وانه لايوجد احد فوق القانون وان ماحدث في اليمن في العامين السابقين كان ثورة حقيقية، هاهي الحقيقة تظهر بارزة للعيان لا تحتاج الى كثير من التمحيص والتدقيق والتحليل.
الشيخ العواضي يماطل في تسليم القتلة بل اكثر من ذلك هو يحمي القتلة ويتستر عليهم وهذا في الاعراف القانونية مشاركة في نفس الجريمة تقتضي عقوبة مشددة في حد ذاتها. ولكنها شريعتهم وفهمهم الخاص للاسلام وللفقه وللدين وللشريعة وللدولة المدنية وللدولة التي تطبق القانون على الجميع، قد ربما يكون المقصود بالجميع اي جميع من هم دون القبائل من باقي العوام المدنيين الذين لاقبيلة تدافع عنهم ولا مسلحين يمارسون البلطجة نيابةً عنهم.
يخبرنا رب العزة في القرآن عن رافعي شعار الاصلاح حين قال عز من قائل في سورة البقرة (إِذَا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ(11) أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لا يَشْعُرُونَ(12) ...فعلاً ما اصدق هذه الاية في وصف رافعي شعار الاصلاح، بل ان المعجز في هذا الوصف هو انهم "لايشعرون"، يعني لايرون بالضرورة ولايشعرون بان مايقومون به مفسد على الاطلاق، وهذا هو الوصف الادق لما يحدث الان في حادثة استشهاد حسن امان وخالد الخطيب رحمهما الله، فرافعي شعر الاصلاح لايشعرون بما يقترفونه من جرم بل المسألة سيتم حلها بالصلح القبلي وعقر الاثوار وتخزين القات من اجل العودة باسرع وقت الى طاولة مؤتمر الحوار للتناقش حول كيفية بناء الدولة المدنية الحديثة...
صدقت يا مولاي الكريم انهم لايشعرون...