١/ في حالةٍ من الذهول ، تابعتُ كغيري ماحدث في اليومين الماضيين ، وماصدمني أنّ الحادث الأول ، وهو إيقاف قيادات من مجلسنا الإنتقالي في مطار الملكة علياء بالأردن وإعتراضهم من السّفر ، وهذا لافت وصادم بالنسبة لشعبنا الجنوبي ، والٱخر ، وهو مجئُ قائد قوات التحالف - العتيبي - بقواتٍ أخرى تحت مُبرر تأمين مطار عدن ! مع أنّ القوات التي فيه مُتخصصة ومدربة بكثافة في الٱمارات في هذا المجال ، والصّادم أنّ كل ذلك يحدث من الطرف السعودي وفي يومين متتابعين !
٢/ بيان مجلسنا الإنتقالي بشأن الحادث الأول جاء نوعياً ومتفرداً شكلاً ومضموناً عن المألوف ، فنحنُ إعتدنا وفي كل الظروف على إنتهاج خطاب مُهادن ورغم كل مايحدث ، وهذا توقيراً للإخوة في الرياض ، وللحفاظ على شعرة معاويه ، وبإعتبارنا نعتبرهم بذلوا كثيراً هنا ، ولكن لكل شئٍ سقفٌ وحدود ، ثمّ أننا الوحيدين الذين ماانفكت دمائهم تُهدرُ وبسخاءٍ في جبهاتنا الساخنة والمستمرة منذو بداية الحرب وحتى اللحظة ، وحتى في الحدود السعودية نفسها ، والجماعة في حالة سكونٍ تام ، بل وإنكساراتٍ وإستسلاماتٍ مريبة في جغرافيتهم ، وماحدث مؤخراً يقطعُ بذلك ..
٣/ كلٌ هذا لافت ومثير ولاشك ، وشخصياً قلتُ ومراراً : ( لماذا تُهادن الرياض الشرعية وجناح الأخوان فيها ؟! ) ، حدث هذا حتى قبل تلاعبهم بإتفاق الرياض ، بل وكلٌ شارعنا الجنوبي مُستنفراً ويقفُ عند هذا السؤال والشكوك حوله ، فوسائل التواصل الإجتماعي تعجٌ بِِغضبٍ مُنفرط العقال جرّاء كل مايحدثُ ، ورغم أن قيادتنا في الإنتقالي تُلحٌ على مواصلة إنتهاج حالة المُهادنة ، وخصوصاً فيما يخص أشقائنا في المملكة ..
٤/ الجنرال الأحمر ، وبعد تقويضه في نهم والجوف وبإذلالٍ ، جاء الى سيئون - جنوباً - في هيئة الفاتح المنتصر ، وهو لايخجل طبعاً ، وسيفعل أكثر من ذلك ، إذ هل هناك مايُخجلُ أكثر من الهروب من صنعاء برفقة السفير السعودي وبعبائةٍ نسائية ؟! كلا .. ولأنّهُ لايخجل ماانفكّ يتأزّرُ بالبزّة العسكرية كجنرالٍ وهي التي لم يُعطها حقها ! لكنّ شعبنا الجنوبي ، وحيثُ حطّ جنرال العباية رِحاله في سيئون ، وفي مبارأةٍ على ملعب سيئون ، وإحتشدت فيها الألوف المؤلفة من أهالينا هناك ، كان علمُ جنوبنا خفّاقاً ويطغي على المشهد في كل الملعب هو وصورة قائدنا عيدروس ، وفي هذا مايكفي إذا كان الجنرال يفهم أصلاً ..
٥/ إستدعت الشقيقة السعوديا العتيبي قائد قوات التحالف في عدن ، وهذا جاء بعد واقعة محاولة إستبدال قوة المطار المُستغربةَ من كل شارعنا الجنوبي ، ونتمنّى أن تكون رسالة جنوبنا قد وصلت بهذا الصّدد ، ووصلَ ايضاً أننا - كجنوبيين - شعبٌ لم يَعد لديه مايخسرهُ أصلاً ، وإيماننا بقضيتنا لايحدٌهُ حدود ، بل ولأجل ذلك أننا على إستعدادٍ لتحمل كل التّبعات في سبيلها ، كما والمُجَرّب لا يُجَرب أصلاً ، والخبثُ والمماطلات والعبث السياسي من شرعية لاأرض لها ولاجُذور لن يُحرك ساكناً فينا ، ولاندري لماذا تضع الشقيقة كل حساباتها لِمن لم يحافظ على أرضهِ وشعبه المُمتهن من الحوثي في كل الشمال ؟! وهذا عائدٌ لهم ولاشك .
٦/ أيّاً كانت موازين القوى على الأرض ، فتمسكنا بقضيتنا الجنوبية قويٌ بقوة شعبنا الثابت والصامد على الأرض ، وكما إستقبل شعبنا الجنوبي بيان قيادتنا في الإنتقالي على حادثة طيارة الأردن بنوعٍ من الإرتياح ، فأثقُ بأنهُ سيسعدهُ سماع البيان رقم ( 1 ) لقيادتنا بشأن مايجري على الأرض اليوم من تلاعبٍ وعبث به ، وايضاً من ميوعة مواقف ممن إفترضتاهم جاءوا لنجدة هذه الأرض كما يدّعون .. وعندنا يقولون : ( الثّوب المبلول لايهمهُ الرّش ) ، وهذا صحيحٌ ولاشكّ .. أليس كذلك ؟!