حادثة إيقاف وفد المجلس الانتقالي الذي يرأسه الزميل د. ناصر الخبجي رئيس وحدة المفاوضات في المجلس في مطار عمان، والذي قيل إنه جاء بقرار من التحالف العربي، يطرح العديد من الأسئلة التي ينبغي على الأشقاء في التحالف الرد عليها، ليس فقط للحد من حالة الغضب التي ولدها هذا القرار في الشارع الجنوبي، بل ولإخراج دول التحالف من المأزق المحرج الذي وُضِعَت فيه بهكذا قرار لا يمكن تفسيره.
الأسئلة تنبع من حقيقة أن قرار الإيقاف جاء متزامناً مع بيان الخارجية السعودية الذي أكد على حرص المملكة على تنفيذ اتفاق الرياض، وهو الذي فهم منه أن الإيقاف يأتي في سياق مقاصد البيان.
لقد كان وفد المجلس الانتقالي أبو ظبي وقبلها كان في الرياض على مدى حوالي ثلاثة أشهر فلماذا لم يتم إيقاف أعضاء الوفد هناك؟ ولماذا سمح لهم بالسفر إلى عمان وتم اتخاذ القرار هناك؟
منذ أيام كان قائد قوات التحالف في عدن يستقبل الحارس الشخصي لأسامة بن لاذن في نقطة العلم بين عدن وأبين، هذاالحارس الذي عينه الشرعيون قائدا للدفاع الساحلي، من ضمن العشرات من الأفغان العرب، فهل هذا يأتي أيضا في إطار الحرص على تنفيذ اتفاق الرياض؟
السؤال الأهم هو من يفسر اتفاق الرياض؟ لنتتبع خطواته ونستشف منه ما يصح وما لا يصح، ونناشده بتنفيذ الاتفاق وليس احتجاز الساسة في المطارات ومنعهم من العودة إلى ديارهم وأعمالهم وأهلهم؟
يعلم الجميع أن أهم الخطوات المطلوبة لتنفيذ الاتفاق مثل تعيين محافظين وقادة أمن وتشكيل الحكومة وصرف مستحقات الموظفين وتحسين الخدمات في محافظات الجنوب لم ينفذ منها شيئٌ وكلها تتعلق برفض وتلكؤ الجانب الحكومي، وتمنع أساطينه عن الإيفاء بالتزاماتهم، وليس بعودة أو عدم عودة وفد المجلس الانتقالي إلى عدن.
الجنوبيون يتطلعون إلى اليوم الذي تشكل فيه الحكومة الانتقالية وتؤدي فيه اليمين الدستورية أمام رئيس الجمهورية في عدن كما نص اتفاق الرياض، وهو ما يعني عودة الحكومة وعودة الرئيس، فهلا فسرتم لنا متى سيتم ذلك؟.
أعتقد أن داخل دوائر التحالف العربي من يحرص على الزج بالتحالف في مواقف محرجه تبهت صورة قيادته وتربك أجندته وتفتح له متاهات هو في غنى عنها، ومن هنا فإن أطراف اتفاق الرياض وفي المقدمة الأشفاء في المملكة العربية السعودية بحاغجة إلى فريق يفسر معاني ومفردات ومضامين خطوات اتفاق الرياض حتى لا يذهب كلٌ مذهبه في تفسيره.
وعلى العموم فإن التساؤل الذي يطرحه الجنوبيون هو متى أصلا سينفذ اتفاق الرياض إذا كانت النقطة الأخيرة من خطواته المزمنة قد انقضى زمنها منذ أكثر من شهر، ولم تتنخذ خطوة واحدة في سبيل ردع من يعبث بالاتفاق ويسعى لعرقلة تنفيذه؟
أدعو جميع الناشطين السياسيين الجنوبيين ومعهم قوات المقاومة والأجهزة الأمنية الجنوبية إلى ضبط النفس والتروي وعدم الإقدام على أي خطوات غير مدروسة، وأن يترك الأمر لقيادة المجلس الانتقالي المقاومة والقيادات الأمنية لاتخاذ القرار الذي يعيد الوضع إلى نصابه ويعيد الاتفاق إلى مساره، فنحن ما نزال شركاء في هذا الاتفاق ولم يستنفد المجلس الانتقالي بعد ممكنات تنفذ الاتفاق ما لم يقدم الطرف الآخر على ما يؤكد تخليه عن الاتفاق وحينها سيكون لكل حادث حديث.