ذكرى ربط الإنفكاك

يستعد الجنوبيون للتوجه إلى عدن تلبية لدعوة أطلقها الأخ علي سالم البيض للزحف إلى عدن والإحتفال بذكرى فك الإرتباط كما أسماها وكما علمت من أتصالات تلقيتها من ناشطين في الميدان أن الأستعدادات تجري فعلا للتظاهر.

 

 الشعب يتفاعل عادة مع الفعاليات الميدانية لتنفيس الغضب المتصاعد في الصدور ولإيصال رسائل للعالم ولا يلقي بالا للخلفيات السياسية وآثارها لهذه الدعوة أو تلك من هذا القيادي أو ذاك وهذا أمر مفهوم، لكن النخبة السياسية والمثقفين ورجال الصحافة والإعلام معنيون فعلا بترشيد الخطاب السياسي ليتوافق ويتلائم مع الأهداف المرفوعة في الميدان .

 

 هذا الترشيد لم نلاحظi سوى نقاشات محدودة جرت في بعض المنتديات وما لاحظنا هو هوجة أندفاع الجميع نحو أحياء هذه المناسبة وبدون أدنى وقفة للتدقيق في الأمر وهل كان بيان 21 مايو 1994م هو بيان فك إرتباط أم أن البيان أسس لواقع آخر ليس له علاقة بفك الأرتباط لم يدم طويلا.

 

أجدني هنا أتفق مع تصريحين صدرا عن شخصيتين جنوبيتين هما الأخوين العميد علي محمد السعدي والأستاذ محمد غالب أحمد وقالا أن البيان هو تأسيس لأنشاء كيان جديد هو (جمهورية اليمن الديمقراطية) جعل هذا الكيان دستور الكيان القائم (الجمهورية اليمنية) دستورا لة وجعل هدفة الوحدة وسيناضل هذا الكيان لتطبيق وثيقة العهد والإتفاق ومن يريد الإطلاع أكثر يفتح العم جوجل وسيجد وثيقة أنشاء جمهورية اليمن الديمقراطية منشوره على محرك البحث الشهير.

 

 وإذا غضينا الطرف عن أعتماد الدستور دستورا للكيان المُنشأ بأعتبار الدستور وثيقة نمطية من الممكن أن تستعار رغم خطورة المادة التي تقول أن الجمهورية اليمنية وحدة لا تتجزاء ويرتكب الخيانة العظمى من يعمل على تجزأتها فأن الذي يثير العجب هو جعل وثيقة العهد والأتفاق وثيقة رسمية للكيان المنُشأ والهدف هو تحقيق الوحدة اليمنية وكأنك يابوزيد ما غزيت.

 

 نعرف أن الذي صاغ البيان هو المكتب السياسي للحزب الأشتراكي اليمني ونعرف أيضا غرض الحزب من صياغة بيان بهذه الطريقة التي زرعت موتة في أحشاءه على حد تعبير الأستاذ محمد غالب أحمد، كان دور البيض هو تلاوتة فقط. طيب إذا فهمنا الملابسات التي صدر في ظلها هذا الإعلان وظروف الحرب فكيف نفهم أصرار الأخ البيض اليوم وبعد تسعة عشر عاما على هذا الإعلان على أنi إعلان فك إرتباط. وهنا ليسمح لي شعبنا الأبي الصامد أن أضع أمامi هذه الأسئلة وليتمعن كل منكم في الرد وعلى ضوء الرد يبني موقفة:

1ـ هل تناضلون من أجل الوحدة اليمنية وهدفكم تحقيقها فعليا كما جاء في ذلك البيان؟

2ـ هل تناضلون لتطبيق وثيقة العهد والإتفاق كما أكد ذلك البيان؟

3ـ هل أنتم تعترفون بدستور الجمهورية اليمنية وهو دستور (جمهورية اليمن الديقراطية)؟

من يجيب نعم من حقة أن يشد رحالة ويتظهاهر يوم 21 مايو القادم وبلاش غلب نطلب من الأخ البيض والأخوة علي ناصر والعطاس والجفري وباعوم والنوبة التوجه إلى صنعاء والألتحاق بمؤتمر الحوار الوطني لتطبيق الأهداف الواردة في البيان الذي ستحتفلون بذكرى صدوره التاسعة عشره.

 

 أما من يجيب لا وهدفة التحرير والإستقلال حقا فأرجو منه أن لا يعذب حالة ويستبقي الريالات القليلة في جيبة ويشتري بها (خرقة) سوداء ليرفعها يوم 22مايو على منزلة ويلتزم المنزل ذلك اليوم وستكون تلك أبلغ رسالة عن الموقف الحقيقي من ما حصل للجنوب من هذا اليوم وما بعده.

الأحتفال في 21 مايو ليس الا أحتفال بربط الأنفكاك كما يقول ذلك البيان ومن يقول عكس ذلك يأتينا بالدليل.