ترك قرار إنسحاب القوات الإماراتية المنضوية في قوات التحالف العربي في اليمن من بعض المواقع التي تمركزت فيها في الجنوب طيلة السنوات المنصرمة من عمر الحرب ومغادرة بعثة هيئة الهلال الأحمر الإماراتي حزن كبير في قلوب الجنوبيين الذين ارتبطوا بعلاقة وجدانية مع الأشقاء الإماراتيين ونسجوا روابط اخوية وثيقة صنعتها المتارس وجبهات وميادين الشرف والبطولة عمدت بالدماء الجنوبية والإماراتية الممتزجه بتربة الجنوب .
فبعد زهى خمس سنوات من القتال المشترك والعمل التكاملي بين أبناء الجنوب والامارات تحققت خلالها الكثير من المنجزات على الصعيد العسكري إذ تم تمكنت المقاومة الجنوبية والقوات الإماراتية من تحرير العاصمة عدن ومحافظات الجنوب الأخرى وتحرير مناطق الساحل الغربي في محافظتي تعز والحديدة وصولا" إلى مشارف مدينة الحديدة والتي كانت قاب قوسين أو أدنى من التحرير قبل أن توقف الشرعية اليمنية عملية تحريرها بالذهاب إلى استكهولم للتوقيع مع المليشيات الحوثية على اتفاق لم ينفذ بند واحد منه حتى الآن .
كما نجحت العلاقة الثنائية التكاملية بين الجنوبيين والاماراتيين في تحرير حاضرة حضرموت ومركزها الإداري مدينة المكلاء ومديريات ساحل حضرموت من قبضة تنظيم القاعدة وتطهير محافظات عدن ولحج وأبين وشبوة من عناصر تنظيمي داعش والقاعدة الارهابيين.
وتحقق كل ذلك بفضل العلاقة الوطيدة بين الطرفين المبنية على الصدق والجدية والوفاء ،فصفات الصدق والوفاء والجدية الحميدة كانت أساس تعامل الجانبان ودافعا" كافيا" للعمل الجنوبي الاماراتي الثنائي المشترك والتضحية وسببا كافيا للنجاح الكبير الذي شهد له وأشاد به العالم عن بكرة أبيه.
كما لاينسى الجنوبيين التدخلات الاماراتيه الإنسانية في الجنوب عبر ذراعها الإنساني (هيئة الهلال الأحمر الإماراتي) في معالجة أثار الحرب الحوثعفاشية على الجنوب وإعادة بناء وتأهيل الكثير من مشاريع ومرافق الخدمات الضرورية وتخفيف انعكاسات الحرب واثآرها السلبية على الحياة المعيشية لمواطني الجنوب.
تلك التدخلات التي ستبقى مدى الحياة شواهد حيه على دور الأشقاء الإماراتيين في إنقاذ الشعب الجنوبي وإعادة أمآله المفقودة في العيش الكريم.
والجميع يعرف أن للإمارات الشقيقة الفضل بعد الله في بناء جيش الجنوب ووحداته الأمنية المتمثلة في النخبتين الحضرمية والشبوانية والأحزمة الأمنية وقوات التدخل السريع ومكافحة الإرهاب وألوية العمالقة والصاعقة الجنوبية وغيره من تشكيلات الأمن والجيش التي أعادت للجنوب أمنه المفقود واستقراره المنشود وهيبته وفرضت حضورة السياسي في المحيط العربي والدولي.
ختاما" لم ولن يكن ذلك الارتباط الأخوي بين شعب الجنوب وشعب الإمارات الشقيق الذي ولد من رحم معاناة الحرب وترعرع في بيئة تنبعث منها روائح البارود والموت ورضع من أنهار دماء شهداء الشعبين حتى صار قويا".
لم ولن يكن قابلا" للنسيان من ذاكرة كل مواطن جنوبي أو اماراتي عاش مرحلة ما بعد حرب تحرير عدن وعايش أحداثها بحلوها ومرها ، عاش وعايش لحظات أحزانها وافراح انتصاراتها.