الجنوب أشبه بسفينة على متنها شعب الجنوب تسير في عرض البحر نحو شاطئ الأمان تتخبطها عواصف هوجاء، فينقسم الناس إلى قسمين:
1- صنفٌ يدرك حقيقة واقعه الذي يمر به فيعبر بالسفينة متحدياً كل المخاطر ليصل بها إلى شاطئ الأمان! وهو يرى أن إصابتها ببعض الضرر ضرورة منطقية لابد منها للوصول إلى الغاية.
2- والصنف الآخر يريد أن يعبر بالسفينة إلى بر الأمان دون أن تتضرر وهذا مستحيل قطعاً ويسخّر وقته للثرثرة والجدال.
فالصنف الأول ينطبق على قيادة الانتقالي ومؤيديه فهم ينظرون لقضية الجنوب بواقعية فيأخذون باعتبارهم كل مايحيط بالجنوب ويحرصون على الخروج بأكبر قدر من المكاسب جراء كل متغيرات السياسة العالمية وفق المتاح والممكن ..
بينما يستمر الصنف الثاني في التنظير فتراه يستنكر كل خطوة، ويشكك بغيره، ويهتز عند أي ضرر يصيب الجنوب لحسابات خارجة عن إرادتنا كجنوبيين، فهو من ناحية لا يصلح أصلاً ليكون ربان السفينة، ومن ناحية أخرى لا يتعاطى مع الأحداث بواقعية فيغرِق نفسه بالتنظير والتشكي.
وشتان بين من كان غايته التشكيك والتخوين، وبين من اختاروا شق عرض البحر والمخاطرة بأنفسهم للوصول بسفينة الجنوب إلى بر الأمان.