يردد البعض أن لا دخل للآخرين بالشأن الشبواني، ويؤسفني أن أسمع هكذا خطاب من بعض وجهاء ومشايخ ومسؤولين المحافظة، وكأن شبوة جزيرة من جزر الواق واق، ولا ترتبط بالوطن ومصيره ولا علاقة لها ولأهلها بالأحداث والتقلبات المحيطة..!
حسناً...
لا تريدون أن يتدخل الآخرين في الشأن الشبواني، ولكن لا بأس أن تتضرع شبوة بشكل مهين ومُذِل للآخرين من أجل الحصول على قاطرة ديزل لكهرباء المحافظة..!
لا تريدون أن يتدخل الآخرين في الشأن الشبواني، ولكنكم ترسلون أبناء شبوة عند الآخرين ليكملوا دراساتهم الجامعية، فلا جامعة لديكم في شبوة رغم أن حجر أساسها قد وُضِعت قبل عشرات السنين..!
لا تريدون أن يتدخل الآخرين في الشأن الشبواني، ولكنكم تذهبون عند الآخرين للحصول على أبسط أنواع الرعاية الصحية، فلا مستشفيات لديكم في شبوة ولا مختبرات لائقة بمعالجة الحيوانات حتى..!
لا تريدون أن يتدخل الآخرين في الشأن الشبواني، ولكنكم تعتمدون على الآخرين عند الحاجة لاستخراج بطاقة شخصية أو جواز سفر، فلا دفاتر ولا كشوفات ولا كروت في مكاتب شبوة المغلقة دوماً..!
لا تريدون أن يتدخل الآخرين في الشأن الشبواني، ولكنكم رضيتم مؤخراً بدخول جحافل الغزاة وعصابات النهب والسلب والفيد، ووقفتم بصفوفهم ضد أبناء شبوة ونخبتهم، وسهلتم مرورهم وشرعنتم بقائهم وأستضفتم قادتهم في عاصمة شبوة..!
أنت يامن تردد هكذا خطاب، مالذي عملته لشبوة حتى تتبجح بهكذا منطق، مالذي يجعلك مقتنع بهكذا فكرة وأنت لا تملك من أمرك شيء، ولا تستطيع تأمين شربة ماء إلا إن استعنت بالآخرين من خارج شبوة..؟
انهضوا بشبوة وعمروها وأنتزعوا حقها من شرعية الفساد والإفساد، وبعدها حدثونا بهكذا خطاب، لأن الحديث عن أمراض السُمنة في بلاد المجاعة، يُعتبر شيء من الحماقة والإسفاف والإستهلاك..!
شبوة عضو في جسد، حرف من أبجدية، بيت من قصيدة، كلمة من نشيد الثورة الجنوبية، فلا مجال لتحجيمها، ولا مجال لحصرها أو كسرها، ولا جنوب بلا شبوة، فكفوا ألسنتكم عنها، فالدماء الشبوانية التي سالت في كل بقاع الجنوب ستلعنكم أبد الآبدين..!
#لن_يمروا
✍️ محمد حبتور