وضع المجلس الإنتقالي لنفسه هدفان استراتيجيان اراد تحقيقهما جنوبا انطلاقا من موقعة اليمامة وما تلاها من موجات تصعيدية على مدار شهر اغسطس ، وقد تلخصت اهداف المجلس بشعاره المليوني : "الثبات و التمكين".
حتى الأن نجح المجلس في تثبيت إنتصارته الميدانية بالإستناد إلى قدراته الذاتية ، و ارتقى بالصراع من مستواه العسكري الى السياسي ، وكان ذلك مقدمة لمسار سياسي جديد سوف تشهده الأزمة اليمنية ككل.
أما هدف التمكين فيصعب ترجمته على أرض الواقع مالم يعيدالجنوبيون ترميم نسيجهم الإجتماعي الذي تضرر بقصد أو بدون قصد جراء الإحتقان السياسي و دورات العنف المتلاحقة.
لقد كان مشروع التصالح والتسامح هو حجر الزاوية في تأسيس الحراك الجنويي وقد مثل قوة الدفع الذاتية التي مكنته من التمدد والترسخ والأنتشار ، وصولا الى لحظة الأنتصار التي تحققت في ٢٠١٥ على الإنقلاب ثم على الإرهاب لاحقا .
واليوم يقف الجنوب على أعتاب مرحلة تاريخية مفصلية تحتاج بالضرورة إلى إطلاق وتزخيم دعوات التصالح والتسامح حتى تتكلل بنجاح مجتمعي واسع يبدأ من عدن ثم أبين ثم شبوة وصولا إلى كل المحافظات الجنوبية ، وحينها سنجد تبعاته السياسية تتضح بجلاء ايضا في جدة حيث يتحاور "جنوبيو السلطة" مع "جنوبيو المعارضة". و هو بداية لإحتواء واستيعاب شباب عدن المشاركين في الاحداث الاخيرة ،وسيتكلل غدا بتعانق عيدروس وهادي على أساس تمكين وإنصاف الجنوب.
وإنطلاقا من دعوة القائد عيدروس الزبيدي رئيس المجلس الإنتقالي الذي دعا فيها للعفو العام لكل المغرر بهم في الأحداث التي شهدتها العاصمة عدن فإن هذه الدعوة تمثل حجر الزاوية في المشروع الوطني الذي يتبناه المجلس الانتقالي ، والذي من خلاله يسعى إلى تجاوز كل العقبات التي تواجه جنوبنا وهي مساعي ستتحق بترجمة هذه الدعوة بخطوات عملية يمكنها أن تبدد كل الصعوبات التي يضعها خصوم المجلس ويراهن عليها لإفشال المجلس وقيادته .
الجنوب المؤقت الذي نعيش تفاصيله اليوم سيتحول مع الايام إلى جنوب حقيقي يتسع لكل أبناءه وبالخطوات التي يتخذها المجلس الإنتقالي حاليا تستحق التشجيع والإشادة وهي خطوات ينبغي أن تتكل بالنجاح وبتكاتف الجميع.