سيبدأ الآن وبعد التطوّر الخطير في مسار الحرب (عاصفة الحزم) والتي شارفت على نهاية عامها الخامس، وتبدو ملامحها ومساراتها كبداية ليست لها نهاية، سيبدأ كما قلت الكثير من الساسة والكتاب في الشروع، وقد بدأ بعضهم مثل مصطفى النعمان، وقاسم عبدالرب.
وعلى صفحات صحيفة «الأيام» الغراء سبق لي أن كتبت مقالات نبهت فيها لمآلات الوصول لطريق مسدود وعن عدم صلاحية المرجعيات، وعنوان الحرب ذاتها، تناولت خلالها مشكلة التوصيف الخاطئ والمرجعيات وتجاهلها للجذور الحقيقية للمشكلة اليمنية.
فلقد تجاهلت الرؤى التي يطرحها الإقليم والعالم والأحزاب المحنطة والتي تُسيّر من قبل قوى النفوذ في الهضبة.
فتم تجاهل حرب 1994م وحروب صعدة وانطلاق الحراك الجنوبي السلمي 2007م.
ثم جاءت العاصفة بعنوان يحمل بذور الفشل في طياته (وهذا لا يعني أنني أؤيد الحوفاشيين) فموقفي وكتاباتي واضحة وموثقة ضدهم.
الشرعية أصبحت كقميص حادثة مقتل الخليفة الثالث، رضوان الله عليه، وارتداه طرف معروف وأراد تجيير كل ما استطاع الوصول إليه لصالح أجندته الخاصة والمتعارضة مع الجميع بما فيهم التحالف بزعامة المملكة.
وقائع اليوم وتطورات الحرب فعلا أصبحت لا تتماشى ولن تتماشى وتتواكب مع ما سبق ذكره.
فلابد من الاعتراف بجذر المشكلة وأساسها، وهي (فشل مشروع إعلان الوحدة)، ثم مشكلة الشمال وهي تقاسم السلطة الذي تم خلخلته من قبل صالح وبني الأحمر.
كما لابد من حصر مفهوم الشرعية في هادي فقط من خلال مجلس الأمن، وأيضا إفهام الرئيس هادي أنه لم يعد سوى حكم بين أطراف متنازعة، وأن هناك حقائق يجب إدراكها والتسليم بها وهي:
1 - إن مشروع إعلان الوحدة الذي تم في 1990م قد انتهى.
2 - إن الجمهورية اليمنية بانتهاء الوحدة قد انتهت فعليا.
3 - إن الحوفاشيين قد أنهوا الوحدة أيضا وأنهوا جمهورية سبتمبر 1962م.
4 - إن مشروعه الاتحادي فجر حربا محلية تطورت لتصبح إقليمية وأنه لم يعد صالحا ولا مقبولا أبدا.
5 - إن الوقائع على الأرض بعد الحرب هي ثمن للتضحيات ولا يمكن القفز عليها إلا إذا التدمير لليمن وللمنطقة هو برنامج هادي والإخوان في ثنايا جلباب يسمى «اليمن الاتحادي».
أما نعيق الإخوان بأن التحالف مرهون بكلمة من هادي، فهذا حمق وغباء سياسي وديماغوجية جوفاء لا غير.. إذا تمسك التحالف بمسمى الشرعية فهو في طريقه للمحاكمات مثل ما سيحاكم هادي باعتباره مواطنا يمنيا برتبة رئيس.. وقد حصلت محاكمة أولية قبل سنتين وستلحقها محاكمات أخرى.. والمجتمع الدولي جمع ويجمع ملفات إدانات إنسانية ضد التحالف رغم أنه حليف له، ولكن يبررها من خلال المنظمات الحقوقية.
التدخل لحماية الأمن القومي للمملكة والتحالف هو ضمانة أكيدة بعدم جواز المساءلة وضمانة بأحقية المملكة ودول الخليج بعدم الإضرار بأمنهم الداخلي والقومي.. كثير من الدول فعلتها والشواهد كثيرة.
كما أن التدخل تحت عنوان حماية الأمن القومي للمملكة والعرب يعفي المملكة من أية نتائج عن الحرب، كما هو الواقع اليوم على الأرض.
العودة للصواب والعدالة طريق النجاح.