ماذا بعد ! - شفيع العبد
يصر البعض في الحراك الجنوبي السلمي، على تعاطي ثقافة الكراهية ورفض الآخر، ونفيه خارج سطور التاريخ وحدود الجغرافيا. ومحاولة الزّج بالجنوب في أتون عنف غير مبرر.
الإعتداء على مسيرات وفعاليات الآخر اصبحت هدفاً لهؤلاء، لأن هذا الآخر لا يقر بشرعية لشخوص معينة يراد لها ان تكون الآمرة والناهية في حاضر ومستقبل الجنوب اليمني.
كلنا مع حق تقرير مصير الشعب في الجنوب، وتقرير مستقبله بذاته دون وصاية من أحد مهما كان تأثيره او شعبيته.
كلنا مع استعادة دولة الجنوب التي اضاعوها بصراعاتهم منذ ما بعد الاستقلال المجيد وتسليمها لنظام صالح في سبيل حلم عشناه جميعاً وآمنا به لكنه تحوّل الى كابوس دمّر الوحدة في النفوس وعلى الأرض.
لكننا نريد طريق الاستعادة يكون اكثر اماناً، ونجسّد خلاله مفاهيم الديمقراطية وحقوق الانسان لنحتكم اليها في المستقبل.
خلال مسيرتنا لا نريد للإقصاء ان يكون حاضراً، ولا إلغاء الآخر مهما اختلفنا معه، حتى لو أراد ان يخرج للتعبير عن قناعاته بـ"الوحدة".
هذا الأسبوع اظنه الأكثر سوداوية في مسيرتنا السلمية، افتتح بالاعتداء على مسيرة "ميناءنا لنا" التي دعت اليها جبهة انقاذ الثورة، وأختتم بالاعتداء اليوم على مسيرة دعت اليها جمعية المتقاعدين العسكريين ومكونات أخرى تنديداً بمحاولات اغتيال الدكتور ياسين سعيد نعمان الأمين العام للحزب الاشتراكي اليمني و واعد باذيب وزير النقل في حكومة الوفاق الوطني.
اجزم ان المعتدين لا يمثلون الحراك الجنوبي السلمي ولا مكوناته، لكن صمت تلك المكونات يفتح ابواب الشك مشرعة حتى يأت اليقين.