هناك غوغائية يقع فيها كثير من الكُتّاب للأسف، وبدلاً من صناعة الرأي وتوجيه الوعي للمجتمع، نجد أن هؤلاء ينخرطون في مهاترات لا فائدة منها ولا رجاء ولا عائد..!
العمل بقاعدة "الفشل الجماعي" لا تجعلنا ناجحين..!
سقوط أخلاقي ومهني أن يقوم الإعلامي المنتمي للجهة (أ) بالتركيز على مشاكل مدينة معينة ومصائبها ويضعها تحت المجهر، لتشويه هذا الطرف واظهاره بمظهر سيء فاشل لا قدرة له على إدارتها، فقط لتحقيق مكاسب سياسية أو للإنتصار في مماحكات ومهاترات جوفاء..!
ولأن الميزان يجب أن يعتدل، فالإعلامي المنتمي للجهة (ب) يسقط هو الآخر عندما يحاول التركيز على تلك المدينة أو المنطقة محاولاً تصيد العثرات والحوادث، فقط ليضعها في برواز المهاترات والمماحكات..!
عدن التي تتصدر المشهد الجنوبي، ومأرب المتصدرة للمشهد الشمالي الشرعي، أمثلة حيّة لما أتحدث عنه هنا، فما أن تحدث حادثة في إحداهما، إلا وينبري إعلاميي الطرف الآخر لتجييرها لصالح توجهاتهم، ربما استشفاء، ربما ردة فعل، وربما حماقة..!
وجود الفوضى والقتل والفشل الإداري ونهب الإيرادات وسوء استخدام السلطة في هذه المدينة، لا يعتبر شيء عادي ومقبول فقط إن كان موجود في المدينة الأخرى، ولا أدري من الذي يحاول تطبيق قوانين كرة القدم في هكذا ملفات، فلا وجود للتعادل والربح والخسارة في هكذا ملفات، ولا وجود للمقارنة أصلاً، فكل مدينة ولها ظروفها ووضعها، وعلينا التعاون جميعاً لدحر الفساد والفشل ومظاهر التسلح العشوائية، بغض النظر عن ما تعانيه المدينة الأخرى..!
منهج المقارنة للتبرير يعتبر منهج الفاشل، قم باصلاح نفسك ولا تقارنها مع غيرك، فلا يُعقل أن تترك باب دارك مفتوح لأن باب جارك مخلوع..!
نتمنى أن يرتقي الطرح الإعلامي، ويتحمل المسؤولية تجاه هذا الشعب المغلوب المنكوب، فالوعي هو السلاح الذي به نستطيع أن ننتصر، ولا سلاح آخر غير الوعي.
كونوا بخير...
✍️ محمد حبتور